كُتّاب وآراء

محمد لُطيف يكتب .. أسرار أسماء الله الحسنى (الحلقة الثالثة)

عزيزي القارئ،

نستكمل رحلتنا في التدبر في أسرار أسماء الله الحسنى، حيث تناولنا في الحلقتين السابقتين معاني “الرحمن” و”الرحيم” وما يميز كل اسم من صفات عظيمة. اليوم، نسلط الضوء على اسمين آخرين من الأسماء الجليلة لله عز وجل، وهما: الملك والقدوس.

الملك

اسم الله الملك يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الحقيقي لكل شيء، فهو المالك للخلق جميعًا، المتصرف فيهم بأمره وحكمه. ملكه ليس كمُلك البشر، بل هو ملك شامل وحقيقي، لا ينازعه فيه أحد.

قال الله تعالى:

“هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ”
(سورة الحشر: 23)

وقال سبحانه:

“فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”
(سورة المؤمنون: 116)

معاني وخصائص اسم الملك

السيادة المطلقة: الله سبحانه وتعالى يملك كل شيء في الكون، ملكًا حقيقيًا، لا يشاركه فيه أحد.
التصرف الكامل: لا يحدث شيء في ملك الله إلا بأمره وإرادته.
الغنى المطلق: الله هو الغني عن كل خلقه، وكل ما في الكون مفتقر إليه.

التسبيح باسم الملك وفق علم الأرقام

اسم “الملك” يتكون من: م = 40، ل = 30، ك = 20. المجموع: 90. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا ملك” 90 مرة. وإذا أضفنا “ال” ليصبح “الملك”، نضيف 31 ليصبح المجموع 121 مرة.

القدوس

اسم القدوس يدل على الطهارة والتنزه عن كل نقص وعيب، فهو سبحانه وتعالى مقدس عن كل ما لا يليق بجلاله. قدسه أهل السماوات والأرض، وهو المطلق في صفاته التي لا يشوبها نقص.

قال تعالى:

“يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”
(سورة الجمعة: 1)

وقال في وصف الملائكة:

“وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ”
(سورة البقرة: 30)

معاني وخصائص اسم القدوس

الطهارة الكاملة: الله منزه عن كل نقص وعيب.
المبارك في ذاته: لا يماثله شيء، وكل ما عداه ناقص.
المُطهِّر لعباده: فمن تقرب إليه طهر قلبه وزكت نفسه.

التسبيح باسم القدوس وفق علم الأرقام

اسم “القدوس” يتكون من: ق = 100، د = 4، و = 6، س = 60. المجموع: 170. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا قدوس” 170 مرة. وإذا أضفنا “ال” ليصبح “القدوس”، نضيف 31 ليصبح المجموع 201 مرة.

عزيزي القارئ،

عندما تدعو الله سبحانه وتعالى بهذين الاسمين، استشعر عظمته وسلطانه في الكون كله، فهو الملك الذي لا يُنازع، والقدوس الذي لا يشوبه نقص. اجعل هذين الاسمين جزءًا من ذكرك اليومي، وستجد أثرهما في حياتك.

في الحلقة القادمة، سنتناول اسمين جديدين من أسماء الله الحسنى، وسنتعمق في أسرارهما. وإذا كنت ترغب في تناول أسماء معينة، لا تتردد في مشاركتها في التعليقات.

دمتم في رحمة الله وحفظه.

 اقرأ أيضا:

محمد لُطيف يكتب : أسرار أسماء الله الحسنى (الحلقة الثانية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى