توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب : سورية عمود السماء…تنهض من الرماد كالعنقاء

وصف وزير خارجية الولايات المتحدة (فوستر دالاس) عام ١٩٥٦ سورية بأنها : (نقطة توازن الاستراتيجيات الكونية ..لم يقل العالمية وانما قال الكونية ، وأوصى بتعبير واضح يمنع العبث بها ) .

دمشق الصمود ..

تغنى بها الشعراء والأدباء .

دمشق عروس فاتنة شاغلة الدنيا .

منذ فجر التاريخ  كانت سورية موطىء توطين  الانسان  .

و أول عاصمة مسكونة بالتاريخ منذ عشرة الاف سنه .

وقعت فيها اول اتفاقية للسلام في في التاريخ في معاهدة قادش في القصير بمدينة حمص التي كانت فيها الحرب طاحنة بين الحثيين والفراعنة .

منها ولدت أول أبجدية وأول نوته موسيقة .ومنها صدرت الامبراطوريات الكبرى بدءاًمن الامبراطورية الفينيقية وصولا الى الامبراطوريات الاسلامية الأيوبية والأموية والعباسية وغيرها.

سورية القوية تنزف وجرحها مفتوح .

ما حدث في سورية كان صادم والأحداث بدأت تسير باتجاه السوء والشعب يعتصر منذ بداية الحرب عليها عام ٢٠١١  يوم إثر يوم يشتد الخناق باستثناء بعض القيادات..

ولكن غير المتوقع والصادم أكثر ، ما يحدث اليوم بعد أن هللنا لمرحلة جديدة مليئة بالتسامح والعدل والمساواة وسيادة القانون على الجميع .

إذ نفاجأ بعصابات تقتل في الشوارع وتقتحم البيوت ..

فأعطيت عن  سورية صورةً صادمة للداخل والخارج صوراً غير الذي نبغي.

كان متوقع بعض مما يحدث ولكن ليس بهذه الصورة..

النظام رحل بما له وما عليه .

ولكن من يتحمل عمليات القتل والذبح والسرقة والنهب….

هل يتحملها الغرب وامريكا ..ام اسرائيل أم سوريا …

هذا سؤال مهم يوجة إلى مجلس الأمن. الجميع يرغب بالاستقرار و أن يكون هناك ترتيب للأوراق .

وأن يعم الأمن والأمان والاستقرار لكل السوريين في القادم من الأيام  .

كل الدول الاقليمية لديها حلفاء في سوريا بدءاً من أمريكا إلى تركيا إلى اسرائيل إلى روسيا وإيران….

وبالتالي هذه الدول الكبرى عليها أن تطالب بحماية حلفائها .؟

باتت أحاديثنا الصباحية والمسائية  يشارك فيها أطفالاً  ويافعين  وشابا وكبار في السن .

وبشكل لاشعوري أصبح حديث السياسة يتربع المشهد اذا لم نتحدث بما نراه.صرنا كمن يضع رأسه في الرمال.

لانستطيع أن نتحدث عن عرس هنا وحفلة هناك أحاديثنا اقتصرت  عما يدور في سوريا وشوارعها ومدنها وأريافها ومع موظفيها وقاماتها الفكرية والعلمية ، حول.

الفتيات والاطفال الذين كانوا يتجولوا في المدينة وعلى شط البحر . باتوا الآن حبيسي الجدران في بيوتهم يمنعهم الخوف أكثر

الآسر بلا مدارس والأطفال بلا  روض ، برغم الحصار والجوع والفقر الذي كنا نعيشه

لكننا كنا تمتلك حرية التجول والذهاب إلى أي مكان .

الآن فقدنا هذه الحرية وأصبح هناك حظر تجوال .

صحيح أن القيادة الجديدة ليس لديها عصا سحرية لترتيب الأمور بسرعة ولكن لابد من إيقاف نزيف الدم .

الأمان أهم من الكهرباء..

الكرامة أهم من الثورة…

من يريد الصلاة بالجامع ليصلي …

ومن يريد الصلاة بالمعبد فليفعل ..

ومن يريد الصلاة بالكنيسة.

سورية دولة حرية دولة حضارية مجتمعية  علمانيه .

يجب أن تكون قوية موحدة  وهذا لا يكون إلا بتضافر وتوحد جهود أبنائها  ، سورية لكل السوريين ، سورية لكل الطوائف، يجب أن تظهر بلباسها الحقيقي الذي أبهرت به الكون منذ الاف السنين بشموخها وثباتها ، مطلوب من السوريين  أن يعيدوها زهرة من زهرات المجتمع العربي .

فواقع الحال الإقليمي والدولي والشعبي حقبة جديدة للعالم  ولسوريا .علينا جميعاّ أن نعي ذلك.

ونتصرف بوعي وحكمة في كل أمر من أمور الحياة حتى نعبر  إلى ضفة الأمان بأقل الخسائر .

اختم ببيت شعر لأحمد شوقي عن دمشق…

آمنتٓ  باللهِ واستَثنيْتُ جنته.ُ….

دمشقُ روحٌ  وجناتٌ وريحانُ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى