كُتّاب وآراء

شريف جبر يكتب : الرياح إحدى آيات الله .. أنواعها وأسمائها في القرآن الكريم

العواصف والرياح تعد إحدى الظواهر الكونية للخالق – جلّ وتعالى-

فالرياح جند من جند الله فقد سخرها تعالى لبعض رسله – عليهم السلام – ، كنبي الله سليمان – عليه السلام -: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} (سورة الأنبياء – أية 81).

وهي آية من آيات الخالق، مصداقا لقوله تعالى في سورة غافر (أية: 81): {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ}، وكذلك قوله تعالى في سورة الروم (أية: 46): {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}.

وللرياح منافع وفوائد عظيمة منها ما ذكره الحق تبارك وتعالى في بعض آياته مثل سورة الفرقان (أية: 48): {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}، وفي سورة الحجر (أية: 22): { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}.

وفي بعض الأحوال تكون نقمة وعذابا وهلاكا، مثلما حدث لقوم عاد، يقول الله تعالى في سورة الذرايات (أية: 41 – 42): { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ}.

وقد ذكر الحق تبارك وتعالى في أكثر من موضع من القرآن الكريم كلمة (الرياح) سواء بلفظها الصريح مثل قوله تعالى في سورة الجاثية (أية: 5): {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، وكذلك في سورة النمل (أية: 63): {أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، أو بألفاظ أخرى دالة عليها كقوله في سورة الذرايات (أية: 1): { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}، فالذارايات تعني الرياح.

ونظرا لأن للرياح أسماء عدة وتسميات مختلفة ذكرت في القرآن الكريم، رصد كتاب (الظواهر الفلكية والجغرافية في القرآن الكريم) هذه التسميات المختلفة للرياح .

وهذه أمثلة منها على سبيل المثال وليس الحصر:

1- الذرايات: وهي التي تذرو التراب والماء ذروا، أي تثيره وتحركه ليتناثر منهما الغبار والرذاذ ثم تقلهما ريح أخرى، مثلما ذكرت في قوله تعالى سورة الذرايات.

2- الحاملات: وهي التي تحمل السحب الثقيلة وترتفع بها إلى الفضاء بعد أن تثيرها الذرايات مصداقا لقوله تعالى: { فَالحَامِلَاتِ وِقْرًا}، أي ثقلا عظيما من المياه.

3- المبشرات: وهي التي ينشرها تعالى بعد انطوائها لتبشر بنزول المطر، وهي التي تهب بلين ورطوبة قبل نزوله، ودليلها قوله تعالى في سورة الأعراف (أية: 57): { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ.

4- اللواقح: وهي التي تلقح السحاب ليمتلىء بالماء كما تلقح الزروع لتعطي الحبوب، ممثلما جاء في قوله تعالى في سورة الحجر (أية: 22): { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً…}.

5- الصرصر: وهي ذات قوة عظيمة تحدث صوتا كالصفر، وهي التي أهلك الله بها الأمم كقوم عاد، كقوله تعالى في سورة الحاقة (أية: 6): { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}.

6- حاصبا: وهي التي تقوم بعملية الرجم بالحصباء، كقوله تعالى في سورة الإسراء (أية: 68): { أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا}

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى