كُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب : ماهية الإنسان .. وفوضى القتل بالمجان….!

يرن هاتفي وأنا في طريقي إلى البيت فتحت الهاتف وأخذت أتكلم إنها صديقتي هدى تحدثني عن معلمة في الصفوف الابتدائية  خطفت مع زوجها من بيتها بحجة أنها مطلوبة للتحقيق لأنها من فلول النظام .

وبين آخذ ورد وكلام وصمت ودموع وهذيان .

أخذني الشرود بعد المكالمة حول ماهية الإنسان.

كيف يمكن للإنسان أن يؤذي الآخر و يقتله بدم بارد.

والكل يعلم أن الإنسان هدية الرحم السماوي على الأرض يخلق حر يحمل في داخله بذور الخير .( أتحسب نفسك جرماً صغيراً وفيك انطوى العالم  الأكبر ).

الانسان الحقيقي لابد أن يمتلك المقدرة على الشجاعة التي هي الشرف الانساني والشرف هو الرفعة بكل الصفات الأخرى حين تريد أن تكون كريماً يجب أن يكون كرمك برفعة عالية ، حتى عندما  تقتل حين تصارع الآخر يجب أن تكون شريفاً حتى عندما تعادي وتخاصم الآخر يجب أن تكون شريفاً… هذا منتهى الشجاعة.

أما أن تغدر وتفتك وتكون نذلاً وتقتل وتذبح وبأبشع مظاهر القتل ، فهذا أمر موجع حد الجنون .

لا أعلم كيف لهؤلاء الذين يدّعون الاسلام والمسيحية ومعرفة الله كيف يقومون بهذه الأفعال المشينة، ويفتون بعقوبات قتل وحرق وذبح تقشعر لها الأبدان .

صراحة بالنسبة لي لا أتمنى أن تكون العقوبات  بالإعدام أتمنى أن ينتفي هذا الأمر من العالم .

العقوبة هي تربية وإصلاح لا داعي للقتل .

بأي حق يقتل الإنسان أخيه الإنسان وتنتهك الحرمات، لايوجد آلهة تدعو لقتل الانسان.

وللأسف غالباً ماتكون الشريحة الواعية المثقفة والمحترمة والشريفة بعيدة لا تظهر تبقى في الظل وهؤلاء نسبتهم كبيرة .

أما السيئون و الفارغون والمنافقون هؤلاء  المسيطرون على كل نوافذ الحياة وما أكثرهم.

يأخذني الألم مما أرى في الواقع إلى سؤال : لماذا خُلقنا في بقعة من الأرض مليئة بالظلم والحروب والحقد والغدر ؟.

كيف نشعر بالفخر والكبرياء ونحن أمة  الذل والاستجداء، أمة القهر والابتلاء .

كيف نشعر بالتفوق والعلم ونحن من بيئة صنيعة الجهل والوهم والنفاق والشقاق… ليس لدينا شيء حقيقي .

أغلب ما عندنا وهم في وهم في وهم .

علاقاتنا وانجازاتنا وهم ..

مناهجنا وعقائدنا وهم …

تربيتنا وبيوتنا وهم

مدارسنا وجامعاتنا وهم ..

كل شيء طاله الخراب حتى أُسَرنا وأولادنا !

لماذا هذا التخبط ..؟

أين الحلول في الأرض أم في السماء ..؟!

هل نحاول الوصول إلى الحقيقة ونحن نسير عكس اتجاه الحقيقة أو خارج حدود الحقيقة .؟

يأخذني هذا الوجع  إلى الفيلسوف (سينغا الايطالي ) قال:  قبل خمسة آلاف سنة ( أما الحقيقة فهي بعيدة جداً عنّا وعمرنا قصير وخطواتنا متباعدة ).

أشبه هذه المقولة : بشخص يتوجه زحفاً من بلد إلى بلد ولا يحول بينه وبين الوصول المسافة فقط ؟  بل يحول بينه وبينها مايمكن أن يتعرض له في رحلته نحو الوصول، من قتل أو حفر أو غدر أومطبات للأسف كل يوم نكتشف حقيقة الزيف الذي نحن فيه عشنا بأكاذيب ملونة .

حتى تأكدنا أنه لا أحد في الحياة يتجرأ على قول الحقيقة .

ومن تجرأ وقال الحقيقة  كان الموت عنوانه ويصبح رمزاً  يُستشهد به… وقصص التاريخ مليئة بالأمثلة وسقراط خير مثال عبر التاريخ…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى