كُتّاب وآراءمنوعات

محمد لُطيف يكتب : أسرار أسماء الله الحسنى (الحلقة الثانية)

عزيزي القارئ،
استكمالًا لما بدأناه الأسبوع الماضي عن أسرار أسماء الله الحسنى والأعداد، وكما ذكرنا أن لكل اسم معنى وخصائص، فإننا اليوم سنتحدث عن أكثر اسمين نستخدمهما في حياتنا اليومية وهما: الرحمن و الرحيم.
هما اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى، ويتكرران في مواضع عديدة في القرآن الكريم. يُجمع العلماء على أن هذين الاسمين يعبران عن صفة الرحمة الواسعة والشاملة التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى.

الرحمن
هو اسم خاص وخالص لله وحده، وهو اسم تفرد به الله سبحانه وتعالى. مشتق من الرحمة ويعبر عن الرحمة العظيمة التي تشمل جميع المخلوقات، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، أحياء أو أمواتًا.
ومن خواصه الشمولية والتفرد والاتساع، حيث قال الله تعالى:
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
(سورة الأعراف: 156)

قال ابن القيم رحمه الله:
الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل.”
(بدائع الفوائد، 2/204)

وقال الطبري رحمه الله في تفسيره:
الرحمن: ذو الرحمة العامة لجميع خلقه، والرحيم: ذو الرحمة الخاصة بعباده المؤمنين.”

وفق علم الأرقام الذي ذكرناه، اسم “الرحمن” يتكون من:
ر = 200، ح = 8، م = 40، ن = 50. المجموع: 298.
لذلك يُفضل التسبيح بـ”يا رحمن” 298 مرة.
ولكن إذا كان التسبيح بالاسم الرحمن(أي بإضافة “ال”)، إذًا نضيف 31 ليصبح المجموع 329 مرة.

أما اسم الرحيم
الرحيم يدل على الرحمة الخاصة التي يخص بها الله عباده المؤمنين.
هي رحمة مستمرة ومتجددة، وتشمل اللطف والإحسان والمغفرة والهداية.
قال الله تعالى:
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
(سورة الأحزاب: 43)

أما عن خصائص الاسم، فهو اسم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين، والرحيم يدل على استمرار الرحمة.
وهناك فرق بين الرحمن و الرحيم:

  • الرحمن: رحمة عامة تشمل جميع الخلق في الدنيا، مؤمنهم وكافرهم.
  • الرحيم: رحمة خاصة بالمؤمنين، تتجلى في الدنيا والآخرة.

وفق علم الأرقام، اسم “الرحيم” يتكون من:
ر = 200، ح = 8، ي = 10، م = 40. المجموع: 258.
لذلك يُفضل التسبيح بـ”يا رحيم” 258 مرة. وإذا أضفنا “ال” وقلنا بسم الله الرحيم، نضيف 31 ليصبح المجموع 289 مرة.

عزيزي القارئ، عندما تدعو الله تعالى بهذين الاسمين، استشعر الرحمة الواسعة التي تشمل كل حياتك، والرحمة الخاصة التي تحفظك في الدنيا والآخرة. تذكر دائمًا أن الله أرحم بنا من أمهاتنا، وهو الذي يدعونا لطلب رحمته.

في الحلقة القادمة:
سنتناول اسمين جديدين من أسماء الله الحسنى ونتعمق في أسرارهما ومعانيهما، مع التركيز على كيفية الدعاء والتسبيح بهما. وإذا كنت ترغب في التطرق إلى أسماء معينة، برجاء كتابة ذلك في التعليقات.

اقرأ أيضا

محمد لُطيف يكتب : أسرار أسماء الله الحسنى .. فضل الدعاء والتسبيح بالأعداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى