تحدث رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، عن الفترة المقبلة واستمرار الانقسام بين الشرق والغرب والعلاقة مع مصر.
وقال الدبيبة، أن ليبيا لا تعاني من انقسام حقيقي بين الشرق والغرب، بل اختلافات سياسية تنبع لغياب القوانين الدستورية والانتخابية منذ عقود.
وقال الدبيبة في تصريحات تليفزيونية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي، إن الشعب الليبي “متوحد” ويحب جميع مناطق البلاد، مشيرًا إلى ضرورة وضع دستور جديد ووضع قوانين انتخابية حقيقية لضمان استقرار ليبيا السياسي.
و رفض الدبيبة إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية قبل التوصل إلى دستور جديد، موضحًا أن القوانين الانتخابية الحالية لا توفر بيئة نزيهة لإجراء الانتخابات.
وأكد أن البرلمان هو المسئول عن إصدار القوانين الانتخابية، وأن إجراء الانتخابات سيكون ممكنًا فقط عندما تكون هذه القوانين عادلة وملائمة لجميع الأطياف الليبية.
وعن الوضع العسكري في ليبيا، أوضح الدبيبة أن المؤسسة العسكرية ليست منقسمة بين الشرق والغرب كما يروج البعض، بل أن هناك تواصلًا كبيرًا بين مؤسسات الجيش في مختلف المناطق.
وأشار إلى أن توحيد المؤسسة العسكرية يجب أن يتم عبر التوافق على الدستور الجديد.
وحول التواجد العسكري التركي في ليبيا، قال الدبيبة إن دخول القوات التركية كان وفقًا لاتفاقيات قانونية، وأنه لا يمكن لأي قوات أجنبية أن تبقى في البلاد دون موافقة السلطات الليبية، مؤكدا أن أي وجود أجنبي غير مقنن في ليبيا يعد “احتلالًا، لافتا أن مشاكل منطقتنا ترجع إلى وجود تفاوت بين متطلبات الشعوب وموقف القوى الحاكمة.
وعن تخوفه من عودة ترامب قال: إذا كان ترامب يريد استقرار ليبيا لا بد من البحث عن وسائل حقيقية وليس المقاربة الأمنية، مضيفا أن دعم أي طرف سيعود بنا إلى القاعدة الصفرية وعندنا أمثلة من المعالجات الأمنية ونسيان النقاط الأخرى التي تريدها الشعوب
و أقول لترامب وغيره، المقاربة الأمنية فقط لا تحل المشكلة ولدينا أمثلة كثيرة سواء في أفغانستان وسورية وغيرهما.
وحول العلاقة مع مصر، وصف الدبيبة العلاقة بأنها “طبيعية” وأكد أن مصالح البلدين متكاملة، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين ليبيا ومصر لتحقيق استقرار المنطقة.
وعن العلاقات مع إسرائيل، رفض الدبيبة التعليق على التصريحات المثيرة للجدل حول اللقاءات بين وزيرة الخارجية الليبية ووزير الخارجية الإسرائيلي في إيطاليا، مشددًا على أن القضية الفلسطينية هي “قضية واضحة” بالنسبة للشعب الليبي، وأن ليبيا لا يمكن أن تتعامل مع أي محاولات لإشعال الفتنة في هذا الملف.
من جهة أخرى، أقر رئيسُ حكومة الوحدة الوطنية الليبية بأن روسيا نقلت آلياتٍ عسكريةً إلى جنوب ليبيا بعد سقوط نظام الأسد، وأن حكومته تتابع بقلق بالغ الموقف، رافضًا أي وجود عسكري أجنبي غير قانوني في البلاد.
وعن تحسن إنتاج النفط الليبي، أشار إلى أن الإنتاج وصل إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بعد أن كان 800 ألف برميل فقط عند توليه رئاسة الحكومة.
وأكد أن حكومته تخصص أكبر ميزانية لتطوير قطاع النفط، مع التركيز على تحسين إدارة الشركات الوطنية وتطوير البنية التحتية.
مبديا رئيس الحكومة تفاؤله بمستقبل ليبيا، وأن استقرار البلاد يتطلب توافقًا سياسيًا شاملًا وإصلاحات دستورية حقيقية.