أخبار مصرتوب

 الإعلام الإسرائيلي يشيد بدور مصر للتوصل لصفقة تبادل أسرى .. 5 قضايا مهمة تحديات في أزمة غزة

متابعة – باسم العاصي

أشادت وسائل إعلام إسرائيلية بدور مصر الكبير لإحداث الانفراج الكبير في المفاوضات غير المباشرة، بين إسرائيل وحركة حماس، للتوصل لصفقة تبادل أسرى.

وكشفت الصحف الإسرائيلية،أن القاهرة لعبت دورًا هامًا، ساهم كثيرًا في إخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ وحلحلة نقاط الخلاف.

وقال اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية في  تصريحات لـ “العربية”:

قطاع غزة يدخل ضمن الدائرة المباشرة والأولى للأمن القومى المصرى، ومن ثم فإن التحركات المصرية تجاه الأوضاع في القطاع تتسم بالجدية والمتابعة الحثيثة، والرئيس عبدالفتاح السيسي كان ولايزال يتابع بنفسه كافة تطورات المفاوضات ويتحرك على كافة المستويات الخارجية من أجل وضع حد لهذه الكارثة.

وأضاف:أن مفاوضات الهدنة تعد عملية شاقة ومعقدة للغاية خاصة بالنسبة للوضع في قطاع غزة، وهو الأمر الذي تطلب بذل جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى توافق على بنود الهدنة،و

مصر هى أول دولة في العالم اقترحت رؤية شاملة ليس فقط للتوصل إلى الهدنة ولكن لحل مشكلة غزة برمتها، وقد استندت الرؤية المصرية على مبدأ المرحلية والتدرج إدراكاً منها بمدى تعقيد الموقف حيث تم طرح ثلاث مراحل للحل وأن يتم تنفيذ مجموعة من الخطوات في كل مرحلة بما يشمل وقف القتال وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات وصولاً إلى البدء فى إعادة الإعمار.

وقال: إن مصر تتمتع بخبرة غير مسبوقة في عملية التفاوض في مثل هذه الأزمات ولديها طاقم عمل محترف متفاني تعامل مع الحروب الإسرائيلية الستة السابقة على قطاع غزة – قبل الحرب الحالية – وكان لمصر الدور الرئيسي في وقف كافة هذه الحروب منذ أول حرب نشبت عام 2008 وحتى الحرب السادسة في مايو 2032 .

و مصر لم تعارض مطلقاً قيام أية دولة بدور إيجابى يساهم في التوصل إلى الهدنة ولم تحاول في أي وقت أن تستأثر لنفسها بأي جهد، ومن ثم كان التنسيق المصري القطري الفاعل متواصلاً دون أية مشكلات حيث كانت الدولتان على قلب رجل واحد لوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع وقد أثمرت هذه الجهود عن التوصل إلى الهدنة الحالية التي ينتظر أن يتم الإعلان عنها بين لحظة وأخرى.

موضحا ، أن من أهم العقبات التى كانت تحول أمام التوصل إلى هدنة فى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يتدخل بنفسه لإعاقة التوصل لإتفاق معارضاً موقف المؤسستين الأمنية والعسكرية وذلك تحسباً من تأثير الإتفاق على تماسك الإئتلاف الحاكم، حيث كان من الواضح تماماً أن الإئتلاف يمثل بالنسبة له أولوية على إنقاذ حياة الأسرى والدليل على ذلك عنف وكثافة القصف الإسرائيلي في كل مناطق القطاع دون إستثناء والذي أدى إلى مقتل العديد من الأسرى الإسرائيليين.

وأشار إلى أن الصفقة بمراحلها المختلفة كما هو معلن سوف يؤدي إلى نتائج جيدة بالنسبة للطرفين من حيث الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي النهائي من غزة على مراحل وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الوقف النهائي والدائم للحرب التي خلفت ورائها كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة بل وفي المنطقة، بالإضافة إلى عودة سكان الشمال إلى منازلهم رغم حجم التدمير الذي قامت به إسرائيل، و إعادة فتح معبر رفح البري وتدفق المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع.

معترفا بأن نتنياهو يواجه معارضة شديدة من العناصر المتطرفة في الحكومة ومن أهمهم سموتريتش وبن غفير وآخرين غيرهم حيث هددوا بالخروج من الحكومة وبالتالى إنهيار الإئتلاف، إلا أن نيتانياهو يعلم أن مواقف هذه المجموعة تتسم بقدركبير من المناورة وأن رغبتهم في البقاء في الإئتلاف أقوى من أي إعتبار آخر إلا أنهم يحاولون الضغط عليه من أجل الحصول على مكاسب في الضفة الغربية ولاسيما إطلاق حرية الحركة لمشروعات الإستيطان التي بالطبع يؤيدها نيتانياهو.

كما أن نيتانياهو سعى إلى أن يقدم الصفقة كهدية إلى صديقه الرئيس ترامب قبل توليه منصبه بأيام قليلة خاصة وأن الرئيس الأمريكي المنتخب حرص على التدخل بقوة من أجل التوصل إلى الهدنة بالتنسيق مع الإدارة الديمقراطية الحالية قبل أن تترك البيت الأبيض وقام مبعوثه الشخصي بجهد كبير في هذا الشأن.

واستطرد ،الوصول إلى الهدنة يعد تطوراً إيجابياً رغم كافة الكوارث التي شاهدناها، ويتبقى أن تلتزم إسرائيل بكافة بنود الهدنة وتقوم بتنفيذ مراحلها بكل دقة وخاصة بالنسبة للإنسحاب النهائي من غزة وألا تقوم في أية مرحلة بعمليات من شأنها تعقيد الموقف مرة أخرى وهذا هو الدور المنوطة به الدول الضامنة للإتفاق وهي مصر وقطر والولايات المتحدة.

لافتا أن الأمر الأكثر أهمية مايسمى باليوم التالي بعد إنتهاء الحرب، وكيف سيتم التعامل مع القضايا الخمس الرئيسية التي يجب على الجميع معالجتها بأسرع وقت ممكن، وهي القضية السياسية ومن يحكم القطاع، والقضية الأمنية والعسكرية وتأمين القطاع، والقضية الإقتصادية والحياتية وإعادة الإعمار، والقضية الإجتماعية التي خلفتها الحرب، أما القضية الخامسة فهي تلك المرتبطة بوضعية حركة حماس وفصائل المقاومة مستقبلاً، وهي كلها قضايا شديدة التعقيد ولابد من إيجاد حلول مقبولة لها من الآن.

و التوصل إلى الهدنة يعد مرحلة مبدئية فقط تمهد الطريق أمام المرحلة الأصعب التي يجب أن تتضافر فيها الجهود الفلسطينية والإقليمية والدولية حتى لاتتكرر مثل هذه الحروب مرة أخرى، وأعتقد أن المجال الوحيد لذلك هو بدء مفاوضات سياسية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل التوافق على حل الدولتين الذي يجب أن يثمر عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش في أمن وسلام وإستقرار بجوار دولة إسرائيل، و دون هذا الحل الدائم فعلينا أن نتوقع حروباً أخرى في المستقبل سواء في غزة أو في الضفة الغربية التي يجب ألا تغيب أنظارنا عنها والتي ستحاول الحكومة الإسرائيلية فرض السيادة عليها خلال فترة حكم الرئيس ترامب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى