الدكتور جمال عبد العزيز يكتب: الإرهاب يخطف دولة
ما أكتبه وأذكره وأحذر منه فى ضوء الوضع العربى الراهن, وفترة ما بعد ثورات الربيع العربى كما يدعون حتى الآن, هو من أجل زيادة الوعى عند البسطاء, ولنفى الجهل عنهم بالأحداث الجارية والماضية لأننا سنربط بينهما للوصول إلى الدرس المستفاد من هذه الأحداث, وأيضاً تبصرة بالأمور والوضع العربى, من خلال الواقع وتحليل الأحداث ووجهة نظرى فيها, وبموضوعية وحيادية وصدق, لأن الصدق منجى وينير الطريق, والكذب مُهلك ويهدم أسرة ومجتمع ودولة, وقد حذرنا القران الكريم, وأحاديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم من الكذب وحثنا على الصدق .
كما أود أن أشير إلى مقولة شهيرة يعرفها جيداً متخصصى دراسة التاريخ والمثقفون المهتمون بالتاريخ, والمقولة هى ” ما أشبه اليوم بالبارحة ” فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بوسائل وآليات جديدة ومتطورة دائماً وسريعة ومتلاحقة عما سبق فى الماضى.
وإستكمالاً لما بدأناه فى المقال الأول ” الوضع العربى ” وتطور أحداثه الملتهبة, فقد عرضنا عرض سريع لما يحاك بالعالم العربى الاسلامى من مخططات ومؤمرات فى الماضى والحاضر, وقد أصبح اللعب على المكشوف لمن له يد الطولة وأعوان تسانده, وطبعا نشير هنا إلى أمريكا والصهيونية العالمية ” إسرائيل ” فى طغيانها وجبروتها ووصولهم إلى تحقيق بعض الأهداف من مخططاتهم, مستخدمين كل ما تم تأسيسه من تنظيمات وجماعات وفصائل ومليشيات, علاوة على صنعهم منظمات دولية تتحكم فى العالم كله, مثل الأمم المتحدة, ومنظمات حقوق الإنسان, ومنظمات تدريبية وتعليمية لإعداد عناصر التنفيذ لخطتهم .
وفى الماضى القريب فى نصف القرن العشرين, كان هناك قطبين فى العالم متصارعين, أمريكا والاتحاد السوفيتى, ونجحت أمريكا والصهيونية فى تفكيك الاتحاد السوفيتى فى الثمنينيات وأصبحت أمريكا هى القطب الأوحد التى تسيطر على العالم وفق مخططات الصهيونية العالمية التى تمتلك المال والإقتصاد والسلاح والإرهاب.
ونتيجة للإرهاب المستمر والمنتشر فى العالم صعودا وهبوطا, فهناك جرائم دولية كثيرة لاتعرف من فعلها ونذكر منها, من قتل جون كيندى رئيس أمريكا ومن قتل رئيس إيران ومن قتل اسماعيل هنية ومن قتل صدام والقذافى ومن قتل العلماء والشيوخ وغيرهم,
من قام بالإرهاب والقتل والمذابح فى دير ياسين,وقبية,وغزة, واللد, والرملة, ونحالين, وكفر قاسم, والخليل, فى فلسطين ومن قام بالمذابح فى صبرا وشاتيلا والفاكهانى وقانا فى دولة لبنان, كل ذلك من أجل تصفية وتهجير الشعب الفلسطينى من عام 1947 حتى 2025م
إنه الإرهاب وهو الأسلوب التى نشأت عليه الصهيونية العالمية من إرهاب وقتل, وبماذا نسمى ما يحدث فى غزة, أليس هو الإرهاب الصهيونى من إسرائيل الذى وراء كل مصائب العالم, فإسرائيل تعتقد أنها شعب الله المختار وفوق كل الشعوب, هذه عقيدتهم الدينية.
وكما لايظن أحد أن الارهاب ومخططات الصهيونية قريبة العهد من عقد أوعقدين نقول لا, بل أكثر من مائة عام مضت, وقد أقرإسم الصهيونية فى مؤتمر بازل فى سويسرا عام 1897 .
ويعتبر المؤسس الفعلى للحركة الصيونية فكراً وممارسة هو”هرتزل ” ومن بعده إستطاع حاييم وايزمان الحصول على تصريح بلفور أو وعد بلفور1917, فالصهيونية حركة ايديولوجية, ناشطة, وتعبر عن رغبات وطموحات الشعب اليهودى .وأول من إستخدم هذا المصطلح هو المفكر والكاتب اليهودى نتان بيرنبويم 1864/ 1937 مقتبسا من كلمة صهيون .