خبير سياسي : سيطرة الجيش السوداني على ود مدني نقطة تحول نحو القضاء على ميليشيا الدعم السريع
كشف الكاتب والخبير السياسي ضياء الدين بلال عن مفاجأت بعد سيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني وقال ضياء الدين : السيطرة على ود مدني،تمثل تحولا إستراتيجيا كبيرا في الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع.
وقال في تصريحات لقناة الجزيرة ، إن أهمية ود مدني تتجاوز موقعها الجغرافي لكونها تربط بين 5 ولايات سودانية، كما تعد المدينة الاقتصادية الأولى والثانية من حيث الكثافة السكانية، إلى جانب رمزيتها التاريخية التي ارتبطت باستقلال السودان عبر مؤتمر الخريجين.
وأضاف ضياء الدين بلال أن سقوط ود مدني سابقا في يد قوات الدعم السريع مثّل انتصارا معنويا واسعا للمليشيا، ما أتاح لها فرصة تحقيق مكاسب معنوية وسط انتقادات وُجهت للجيش وقيادته آنذاك.
ولذلك، فإن استعادة السيطرة اليوم تُعد انتصارا كبيرا يعكس تغيرا في موازين القوى، ويعبر عن حالة فرح وطني تعم السودان، بما في ذلك مظاهرات في الداخل والخارج.
وأشار بلال إلى أن هذا الإنجاز العسكري ليس وليد اللحظة، بل نتيجة لجهود مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، حيث بدأت مليشيا الدعم السريع في التراجع منذ هزيمتها بجبل موية في أكتوبر الماضي.
ويرى أن مليشيا الدعم كانت تعتمد بشكل كبير على مرتزقة من خارج السودان، لكنها عانت مؤخرا من سلسلة انهيارات متتابعة أفقدتها القدرة على شن هجمات أو الحفاظ على المناطق التي كانت تسيطر عليها.
ويرجع بلال عوامل الصمود الطويل لمليشيا الدعم السريع، إلى الدعم الإقليمي الكبير والتواطؤ من بعض دول الجوار، التي قدمت لها الممرات والعتاد العسكري، حسب قوله.
وأضاف : الجيش السوداني استطاع بفضل خبرته الممتدة لأكثر من 100 عام وتكتيكاته الإستراتيجية تفكيك القوى الرئيسية للمليشيا، ما أدى إلى تراجعها بشكل متسارع.
وحول الدعم الإقليمي، أوضح بلال أن هناك تغيرا في المواقف الدولية، حيث فرض حصار دبلوماسي على المليشيا، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائدها حميدتي، واتهمتها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في الجنينة.
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة للجيش السوداني بارتكاب انتهاكات، أكد بلال أن هناك فرقًا بين الانتهاكات العرضية الناتجة عن سوء تقدير عسكري والانتهاكات الممنهجة التي تهدف لتطهير عرقي أو إبادة جماعية، مشيرًا إلى أن المليشيا تمارس سياسة ممنهجة من الجرائم، وفق التقارير الدولية.
وعن الخطوات المقبلة، شدد بلال على أن استعادة ود مدني لا تعني نهاية الحرب بشكل كامل، لكنها تمثل نقطة تحول كبيرة تفتح الباب لإنهاء كابوس المليشيا.
وأكد أن الحالة الوطنية التي تجمع السودانيين حول الجيش تُعد قوة أساسية في هذا الصراع، معتبرًا أنها حالة غير مسبوقة في تاريخ السياسة السودانية.
واليوم السبت، أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على مدينة ود مدني حيث أفاد قائد العمل الخاص بمحور سنار، فتح العليم الشوبلي، بأن القوات المسلحة تجري عمليات تمشيط واسعة بعد فرار قوات الدعم السريع باتجاه شمال ود مدني.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث أنجزته جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.