دكتورة داليا البيلي تكتب : عيد الميلاد المجيد .. نموذج للتسامح والتآخي في كويت المحبة ومصر السلام
في أجواء روحانية مفعمة بالبهجة والسلام، اجتمعت القلوب المؤمنة مسلمين ومسيحين كويتين ومصريين في كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت، الكنيسة المصرية بدعوة كريمة من راعي الكنيسة الأب الغالي القمص بيجول الأنبا بيشوى للاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
هذا اللقاء المميز كان دعوة مفتوحة للتأمل في معاني التآخي، وحرية الأديان، والمحبة التي تربط بين أبناء الوطن الواحد في الكويت ومصر.
كانت ليلة احتفالية استثنائية، امتزجت فيها تراتيل القداس مع عبارات التهاني التي زينت باقات الورود المضاءة بأسماء قيادات الدولة والشخصيات الدبلوماسية والمجتمعية الرفيعة.
هذه البطاقات الصغيرة التي حملت مشاعر صادقة وقلوبًا نقية جسّدت قيم التآخي والسلام في أبهى صورها، مما جعل الكنيسة في تلك الليلة منارة للتسامح والتعايش.
بدأ الاحتفال بكلمات حملت رسائل محبة وسلام من أعلى المستويات حيث نقل سفير جمهورية مصر العربية في دولة الكويت السفير أسامة شلتوت، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قرأ برقية الرئيس التي هنأ فيها إخوتنا الأقباط بعيد الميلاد المجيد، معربًا عن أمنياته بأن يعم الخير والسلام على الجميع، وأن تستمر مصر والكويت نموذجًا للتآخي والوحدة.
ألقى الأب القمص بيجول الأنبا بيشوي، راعي كاتدرائية مارمرقس، كلمة مؤثرة عبّرت عن القيم التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين. شكر القمص بيجول الحضور الكريم من جميع الأطياف ، مؤكدًا أن هذا الاحتفال ليس مجرد مناسبة دينية، بل رسالة إنسانية عالمية تدعو إلى السلام والتعايش.
أشاد الأب القمص بحرية الأديان والأمن الذي تنعم به الكويت ومصر، ووجّه الشكر لقيادتي الدولتين، مشيدًا بدور صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في تعزيز قيم التسامح والتنمية، ومثنيًا على جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم المسيحيين داخل مصر وخارجها.
وفي عظة مليئة بالمعاني الروحية، تحدث الأب القمص بيجول عن قيمة السلام وكيف يمكن للإنسان أن يعيش في سلام رغم التحديات والمشاكل المحيطة. أشار إلى أن السلام ينبع من داخل الإنسان، وأن قوة الإيمان والتفاؤل والرجاء قادرة على مواجهة أي عقبات.
قدّم القمص “روشتة” لحفظ السلام الداخلي، تتضمن ضرورة التركيز على الحلول بدلاً من الانشغال بالمشاكل، والابتعاد عن التشاؤم، وتوسيع الفكر والقلب لتجاوز الخلافات، مع الإيمان العميق بقدرة الله على تذليل الصعاب.
لم يكن المشهد في كاتدرائية مارمرقس بعيدًا عن الواقع الذي تعيشه الكويت ومصر، حيث تمثل الدولتان نموذجين رائدين للتسامح وحرية الأديان.
في ظل رعاية القيادات الرشيدة، يجتمع أبناء الوطن من مختلف الديانات في أجواء من الأمن والسلام، مما يعزز نسيج المجتمع ويرفع القيم الإنسانية فوق أي اعتبارات أخرى.
أضفى الحضور الأمني الرفيع وتنظيم الفعاليات رونقًا خاصًا على الاحتفال، ليؤكد مرة أخرى التزام الكويت باحترام الآخر، وحماية حرية العبادة، وإعلاء القيم الإنسانية التي تجمع الشعوب.
إن ما شهدناه في احتفال عيد الميلاد المجيد في الكويت هو دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي للنظر إلى هذا النموذج الراقي من التعايش وقبول الآخر. هو مشهد يعبّر عن رسالة الكويت ومصر للعالم: “أينما يحل التسامح تختفي الشرور، وتتقوى المجتمعات، وتعلو القيم الإنسانية”.
في الختام، غادرنا الاحتفال ونحن نحمل في قلوبنا أملًا عظيمًا بأن تستمر هذه اللقاءات في تعزيز المحبة والوحدة، ليبقى عيد الميلاد المجيد رمزًا للسلام والبهجة، وذكرى خالدة تعكس الروح الإنسانية التي تربط بين الشعوب.
اقرأ أيضا :