ماجدة صالح تكتب : عام لتجديد محطات الحياة !!
تمضي بنا السنين ونجد أنفسنا أننا نعيش حياة لا شيء فيها ممّا تمنيناه…حياتنا تتأرجَح بينَ واقع فُرِضَ علينا وأحلام فرّت منّا.. بين ذكريات نحيا بها، ومشاعر نحاول الهروب منها.. بين نصيبٌ مقدر ومكتوب لنا..وقلوب تبحث بشدة عن الراحة والاستقرار ،وتمضي حياتنا بينَ فُرص تضيع منّا، وذاكرة تبكي على الأطلال…مؤسِف أنها تمضي ولا نُدرِك أننا فقدنا الكثير مِنّا في محطات الحياة إلا بعد فوات الأوان. بعد وصولنا للمحطة الأخيرة حيث نجد أنفسنا وصلنا المكان الذي يصعُب الرجوع منه، ولا نملُك القدرة على استعادة أي شيء أبداً إلا بتجديد الأمل ، بعد أن دفنا ماضي أليم ، ودعوات صادقه من الله بالعوص الجميل.
ساعات مضت ودعنا فيها عام ٢٠٢٤…وفي الساعات الأولي للعام الجديد وعود وأماني على رصيف الإنتظار
فلنجعله جديد في كل شيئ ونبدء صفحة جديدة مع أنفسنا أولا وثم الجميع ,نتعامل مع الناس بثلاث كلمات
لمن أحسن إلينا نقول له شكراً ولمن أخطأ في حقنا أيضا آسف و لمن رحل سلاما، عام طوى أوراقه بكل مافيها، وعام جديد نستعد لإستقباله وكلنا تفاؤل بقضاء الله لا نعلم تفاصيله لكننا نثق في مدبره ،لنتفائل ونستبشر خير ونحسن الظن بالله ..عام مشرق بالبركة و الخير للجميع ، فقد علمتني السنة الماضية و التي سبقتها أن الحكمة وليدة التجارب و أن كل تحد يخفي بين طياته نعمة تستتر عن أعيننا ، لتكشف لنا قيمتها في أوانها . أدركت أن الخير دائماً فيما يختاره الله ، و أن الرضا بما قسم هو السبيل الأوحد للسلام الداخلي .
أيضا علمتني أن السعادة ليست في كثرة ما نملك ، بل بعمق من نحب و من نشاركهم تفاصيل حياتنا ، و أن الأوقات الصعبة مهما ثقلت لا تبقى لكنها تترك أثرا يصقلنا و يزيدنا فهما لمعاني الحياة و حقائقها ،و علمتني أن الصبر ليس ضعفا كما يراه البعض بل قوة هادئة تنقذنا من مهاوي اليأس ،و أخيراً علمتني أن العطاء بلا مقابل هو ما يملأ القلب و البال طمأنينة .
الحقيقه لا يوجد كِذبة أكبر من إغلاق السنين وانتظار بداية سنة جديدة، لا يوجد سنة تأتي أجمل من سنة نحن من نصبح أجمل أو أقبح ، نحن من نغير ٲيامنا ، مشاعرنا التي تغيرها رياح الواقع و الحب و الوداع و اللقاء و الاشتياق ،نحن الذين نختار أن نُبرم صفقة جديدة مع الأيام. فالسنوات لا تغلق معها الألم و لا تضمن لك السعادة ، الأيام تنتظرك أنت أن تؤمن بقدرتك على التغيير ، وأن تفهم أن لا أحد يبقى لأحد ، الزمن لا يقوم بِتصفية الناس من حولنا، نَطحن من نُصفيهم و نُنصفهم ، نَحن من نتغير ، وَنُغير نحن الزمن ، نحن الأيام.، نستطيع أن نختار التاريخ الذي نريده لنبدأ بأي شيء ونحتفل ببدايتنا الخاصة التي لا يستطيع أحد أن يوقفها.
لا نحتاج فى حياتنا من يظن أن وقته أثمن من وجودنا .
و لا من يجعلنا نشعر بثقل قلوبنا عليه ،لا نريد من يرفعنا لسابع سما بحلاوة حديثه ،ثم يسقطنا لسابع أرض بقسوة أفعاله ولا نحتاج وعودًا فارغة ، و لا كلمات لا تشبه الحقيقة ،نبحث عن صدقٍ يوازى نبض قلوبنا و عن أفعالٍ تروى عطش أرواحنا ,فالحياة قصيرة جدآ، و لا تحتمل الزيف و المجاملات الباهتة ، اختار من يعرف عيوبك ويختارك ، تزعجه وتغضبه ويختارك , يعزك كثيرًا وكأنك شئ خاص به،يختارك كل يوم كأنما خلت الأرض إلا منك ،اختار قلب يكتفي بك ، روح تعشق روحك ، وتزهد ببقية البشر، يرى فيك و بك سعادته،نوع خاص من الحب لا يشاركك فيه احدًا مطلقًا، وإن عجزتم ان تردو الجميل فلا تنكروه ،وشكراً للجدران التي تسندنا عليها حين أوشكنا على الوقوع وحين فقدنا الأكتاف المزيفة ،شكراً، لأنها كانت أكثر وفاءاً منهم ، لأنها جعلتنا نستغني عنهم، لأنها لا تتكلم ولا تكل ولا تملّ ولا تمن، فاليوم وبعد تجارب، لست مقتنعه بفكرة العشرة والسنين والعيش والملح، أنا مقتنعه بفكرة أن هناك شخص أصيل وشخص قليل أصل،لأن هناك من يثمر به معروف واحد،كلمة طيبة،عمل بسيط،وشخص على مدى سنين طويلة من التضحية لايثمر به أي شيء، مع الوقت اقتنعت أن العيش والملح مكانهم بالمطبخ وليس العلاقات.
والانسحاب من العلاقات المؤذية ليس فشلاً، والابتعاد عن البقاع التي لا تهبك قيمة ليس هروباً هي أثمن المكاسب لك ولقلبك.
عام جديد كله تفائل ومحبه لوجه الله…يارب البدايات والنهايات ، رب الحياة والموت، ندرك أن الأعوام ليست سوى تغييرات في الأرقام، لكننا نتوجه إليك، يا مُحقق الأمنيات، وجاعل الآمال حقائق؛ أن تكتب لنا في هذا العام أفضل الأقدار، وأكرم الأرزاق، وأغزر الخيرات، وأجمل الهدايا، فأنت الوهّاب الكريم ياذا الجلال والاكرام.
magda_sale7@yahoo.com