الندوة الثامنة عشرة لمنتدى الفكر والفلسفة ..الاستعمارية والعصيان المعرفي وآفاق التفلسف – فيديو
أُقيمت مساء اليوم الخميس ، الثاني من يناير 2025م عبر تطبيق زووم Zoom الندوة الثامنة عشرة لمنتدى الفكر والفلسفة، التي حاضر فيها فيلسوف من العيار الثقيل وهو أ. د. فتحي التريكي الذي أثرى الفكر بمحاضرته المتميزة، تحت عنوان: (الاستعمارية والعصيان المعرفي وآفاق التفلسف).
أدار الندوة أ. د. بهاء درويش أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب جامعة المنيا، ونائب رئيس اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو، باريس، “ومؤسس المنتدى”.
بدأ أ. د. فتحي التريكي حديثه أولًا: ببيان مفهوم العصيان المعرفي والتحررية وما هى آفاقه الفلسفية؟
حيث أوضح أن مفهوم العصيان المعرفي يرتبط بالفكر التحرري من خلال هيمنة الاستعمار، وقد ولد هذا المصطلح في أواخر القرن الماضي من خلال مجموعة فلسفية تكونت في أمريكا الجنوبية، وتطور ثم انتقلت إلى أوروبا، كما اقتحم الفلسفة التونسية عام 1998م.
كما ظهرت حركة الديكونالية في الدراسات الحضارية في الجامعة الأمريكية، وقد سعت إلى تعميم العقلية النقدية وتوجيه ذلك نحو التحرر من هيمنة الفكر الأوروبي.
كما أشار الأستاذ المحاضر إلى مفهوم التحررية من خلال نقد الاستعمار المعاصر، كما أوضح أن ربط الاستعمارية بالعنصرية هى محاولة تدفع بحركة التطور الرأسمالي نحو الاستعباد والاستبعاد، ومن بين هذه الطرق الاستعمارية حروب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بالاتفاق مع حكومات غربية في غزة الآن.
كانت الإشكالية الرئيسية في هذه الندوة تتمثل في استئناف تفسير الحداثة اعتمادًا على الاستعمارية.
رأى الأستاذ المحاضر أن فلسفة التنوير حتى وإن كانت قد بُنيت على التحرر إلا أنها قد تأثرت بفكرة الاستعمارية.
وأشار مفكرنا إلى أنه في الفكر الفلسفي يجب أن تأخذ أوروبا حجمها المرجعي فقط، دون هيمنة أو مغالاة؛ وذلك لأن التحول العلمي والفكري الكبير الذي شهدته الفلسفة لم يكن أوروبيًا فحسب، بل أدت العلوم العربية دورًا كبيرًا في هذا التحول العلمي.
طرح الأستاذ المحاضر سؤالًا مهمًا يتمثل في: هل هناك فلسفات غير أوروبية حاليًا؟
رأى مفكرنا ضرورة تفكيك مغالطة تتمثل في أن الفلسفة غربية، أو إغريقية غربية، إذ أن الفلسفة شرقية ويمكن القول بأنها إفريقية على وجه التحديد، فقد قام الإغريق بتنظيمها، كما كمنت عبقرية الغرب في الذهاب بها نحو التقدم العلمي والتكنولوجي المشهود الآن، ومن ثم رأى ضرورة قراءة تاريخ الفلسفة مجددًا بناءً على تداخل الثقافات.
كما أكد ضرورة وجود جرأة لدينا تمكننا من اختيار بدائل مختلفة ضد الحركات الاستعمارية التي ألبست العقل ثوب الهيمنة، كذلك يجب فهم أشكال حياتنا فهمًا أصيلًا اعتمادًا على معطيات ثقافتنا العربية بعيدًا عن هيمنة الاستعمارية.
أشار الأستاذ المحاضر إلى نظرية العصيان المعرفي التي تقوم على أن:
– العقل عقول: ويعني ذلك أن العقل يتحدد في تنوعه، وهنا طرح السؤال الآتي: هل يمكن أن ننزع عن العقل تعدديته؟
أكد أن بنية العقل واحدة والاختلاف الذي نلاحظه يظهر في تجليات العقل وهو ما يميز العقل عن المعقولية.
– تفكيك تصور الكونية: والذي يقوم على الإطاحة بالفكرة الغربية التي تقوم على الهيمنة على العرب، حيث أننا لا نستطيع فهم الكونية إلا من خلال الوحدة الصماء.
– الحداثة حداثات: وتعني أنه ليس ثمة شك في أن الحداثة زمنية في جوهرها، والحداثة قد تصبح مجرد فكرة نستخدمها للدلالة على نمط معين عند التعبير عن الإنسان أو الطبيعة في مرحلة معينة.
انتهى أ. د. فتحي التريكي إلى التأكيد على:
– أن حضور التراث في الحداثة بشكل أو بآخر هو مسألة حداثية أو تاريخية، لذلك يمكن القول بأن تعددية الحداثة يعد أمرًا مهمًا في نظرية العصيان المعرفي، إذن لابد من وجود فكرة واضحة عن الحداثة.
– جاءت الفلسفة الشديدة لتدافع عن حرية التعبير عن الفكر والإبداع والتفكير المطلق، أي تضمنت الأنطلوجية النقدية للحاضر.
استمرت الندوة أكثر من ساعتين، وقد حضرها عدد كبير من الأساتذة المتخصصين والباحثين والمهتمين بالفكر والفلسفة، حيث فتحت هذه الندوة آفاقًا فكرية مهمة وأثارت تساؤلات قيمة تم طرحها من قبل بعض السادة الحضور.
لمشاهدة الفيديو كاملًا يمكنكم الضغط على الرابط الآتي:
كما يمكنكم متابعة المزيد من أنشطة منتدى الفكر والفلسفة من خلال الضغط على الرابط الآتي:
https://www.facebook.com/FikrWaFalsfa?mibextid=ZbWKwL
رانيا عاطف: باحثة دكتوراة فلسفة بكلية الآداب، جامعة المنيا “أمينة المنتدى”