الدكتور جمال عبد العزيز يكتب: الوضع العربى الحالى يحتاج وقفة
لا يختلف اثنان على أن الأمة العربية الاسلامية تمر بأزمات طاحنة صعبة, من تفكك وتمزق وضياع وإنحدار وأصبحت الأمة تابعة, وفى حالة عجز من الخروج من نفق الأزمات, وتعانى حالة من التردى وعدم لم الشمل والاتحاد ضد عدو يجهر بالعداء لها والسيطرة على بلادها وخيراتها.
فمنذ قرن واحد فقط كانت معظم الدول العربية والاسلامية فى آسيا وافريقيا مستعمرة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغير ذلك من الدول, ونهبوا خيراتها, ثم كافحت هذه البلاد العربية وضحت بالكثير من أبنائها ضد هذا الإستعمار حتى نالت إستقلالها, ومرت عقود وعاد الاستعمار مرة أخرى, ولكن بثوب جديد من دون جيوش وإحتلال للبلاد كما كان فى القرن الماضى, وإنما بحرب إقتصادية, وإنشاء منظمات دولية تحت مسميات براقة تهدف إلى السلام وتحقيق الأمن بين الدول والدفاع عنها, ومنها الأمم المتحدة, ومنظمات حقوقية, ومنظمات صحية وزراعية وغير ذلك, وجميع هذه المنظمات الدولية تلعب لحساب الصهونية العالمية أمريكا, وباقى دول العالم الغربى يتقاسم معهم المصالح, وأيضا أنشأت بنك دولى وصندوق نقد دولى , وكل شىء يصب فى مصلحة دول الغرب, ثم إخترعت أنظمة وإتفاقيات دولية تحكم بها العالم العربى حتى أصبحت الدول العربية مقيدة بهذه الاتفاقيات والمنظمات الدولية الضعيفة والتى تسيطر عليها دولة واحدة بحق الفيتو ولصالح إسرائيل والصهونية العالمية المسيطرة على العالم.
فالإستعمار هو الإستعمار والعدو هو العدو, هل إستوعبنا الدرس من الماضى؟ وماذا فعلنا لمواجهة عدو لايعرف الإنسانية؟ وهل نسينا تاريخنا وأمجاد الأمة الإسلامية فى عهدها الأول وفتوحاتها وقيامها وأصولها, هل نسينا أننا أمة مختلفة عن جميع الأمم ؟ إننا أمة يجمعها دين واحد ولغة واحدة وأرض واحدة, أمة تمتلك كل القدرات والمقومات للدفاع عن حقوقها ونفسها, لماذا التفرقة, والتمزق؟ والعدو ينهشنا دولة وراء دولة, أليس هذا هو المشهد الحالى؟ إن التأخير فى التوحد والتعاون والتكامل فيه خطر كبير على الأمة كلها, وسنصبح كالعبيد أفعل ولاتفعل وبأموالنا وثرواتنا, إن الله أعزنا بالإسلام فهل نبتغى العزة فى غير الإسلام.