تمرد في الجيش الإسرائيلي ينذر بالانهيار.. وخروقات للهدنة بـ خان يونس
تقرير يكتبه – صبري حافظ:
يواجه الجيش الإسرائيلي – على غير المتوقع – أزمة حقيقية قد تعصف به خاصة أنها غير مسبوقة، وهو الذي يوصف بأنه الجيش الذي لايقهر
يأتي هذا مع دخول الحرب الدامية على قطاع غزة يومها الـ 53، مع هدنة منذ الجمعة الماضي تم تمديدها وسط تهديدات القادة الإسرائيليين بعودة قوية للحرب على غزة في إطار خطة – على حسب وصفهم- بالقضاء تمامًا على حماس والفصائل الفلسطينية ومنع أي خطر قادم في المستقبل.
إقالة قائدين:
وجاء صدور قرار بإقالة قائدين بتهمة التراجع عن الاشتباك مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية في غزة إلى وصف الكثيريين بأن ماحدث يشبه التمرد داخل إحدى الفرق العسكرية.
ورفض حوالي نصف الجنود والضباط ضمن الكتيبة المعنية العودة إلى الخدمة، احتجاجاً على فصل قائدي سرية فيها، وهو ماوصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وقرر الجيش الإسرائيلي إقالة ضابطين، هما قائد سرية ونائبه، على خلفية انسحاب تلك السرية من إحدى المعارك العنيفة التي اندلعت مع عناصر من الفصائل الفلسطينية، التي حاولت التصدي للتوغل البري الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وسبب الانسحاب على حد وصف الصحيفة، يعود إلى عدم حصول السرية على دعم عسكري وغطاء ناري جوي خلال المواجهات.
أزمة بين قائد الكتيبة والمقاتلين
ويبدو أن تلك الحادثة تسببت في أزمة حادة بين مقاتلي السرية وقائد الكتيبة التابعة لها، ما دفع نصف المقاتلين إلى عدم العودة للوحدة، بسبب قرار اللواء، الذي عدوه منحازاً لقائد الكتيبة على حساب قائد السرية.
سر استياء الرأي العام الإسرائيلي
وتعرضت القوات الإسرائيلية الأحد الماضي إلى موجة انتقادات إعلامية، بعدما سلمت حركة حماس مجموعة من الأسرى الإسرائيليين في قلب مدينة غزة، ما أثبت أنها لا تزال قادرة على المواجهة، بعدما كانت القيادات العسكرية الإسرائيلية أكدت خلال الأيام القليلة الماضية أنها قضت على عشرات القيادات في حماس، وأضعفتها بشكل كبير ولم يعد لديها شيء في شمال قطاع غزة.
ووجه العديد من النخب السياسية والإعلامية في القنوات الإسرائيلية انتقادات للقيادات العسكرية.
وكانت تلك القيادات تعرضت أيضا لبعض الانتقادات منذ السابع من أكتوبر الماضي، إذ اتهمت بفشلها في توقع هجوم حماس قبل حدوثه.
تخلف ألفي جندي عن الخدمة
من جانبها كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تخلف نحوِ ألفي جندي احتياط في صفوف الجيش الإسرائيلي عن الخدمة العسكرية خلال الحرب في غزة.
ويدور حوار ساخن أثناء سريان الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس، حول خطة الاستعانة بجنود الاحتياط في الحرب على قطاع غزة، والخوف من حدوث “انهيار” للاقتصاد الإسرائيلي نتيجة نقص العمالة.
واستدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 360 ألفا من قوات الاحتياط، بما يمثّل 3 أرباع هذه القوات المقدّرة بـ465 ألفا، هم في الأساس أياد عاملة في كثير من الصناعات المهمة، ما سبب تراجعا ملحوظا فيها منذ بدء الحرب 7 أكتوبر الماضي.
خسائر اقتصادية هائلة
وتشير توقعات وزارة المالية إلى أن خسارة الناتج المحلي الإجمالي للعام الجاري تصل إلى 1.4 في المائة، وتأمل القيادة السياسية ألا تطول فترة الحرب لعدة أشهر.
و أكد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، قبل أيام خلال بيانه اليومي، وجود عمليات تسريح لجنود احتياط، رغم أن الحرب على غزة لم تنته بعد.
وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأسبوع الماضي، عن أن معظم كبار القادة يتفقون على أنه في غضون شهر أو شهرين، يمكن لإسرائيل أن تسحب قواتها من مراكز المدن.
خرق الهدنة
في سياق آخر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار بكثافة شرق خان يونس ورفح جنوب القطاع فيما يُعد خرقًا للهدنة.
وهو الخرق الأول للهدنة، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار أيضاً في مخيم الشاطئ شمال القطاع، وحي الشيخ رضوان، فضلاً عن القنابل الدخانية.
وكان بعض النازحين من الجنوب قد عادوا إلى تلك المناطق شمالاً خلال الأيام الماضية من الهدنة.
تمديد لـ يومين
وكانت حركة حماس أكدت أمس الاثنين الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي بدأت يوم الجمعة الفائت وانتهت اليوم، لمدة يومين إضافيين بنفس الشروط السابقة.
المعروف ،أن وقف النار المؤقت الذي امتد 4 أيام، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع كان أفضى إلى إطلاق سراح 68 أسيراً إسرائيلياً، فضلا عن عمال من جنسيات أخرى مقابل 150 فلسطينياً من النساء والأطفال القابعين منذ أشهر وسنوات في السجون الإسرائيلية.
وأتاح المجال لدخول المزيد من شاحنات الإغاثة إلى القطاع المكتظ بالسكان.
وفرضت إسرائيل على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، حصارا مطبقا منذ التاسع من أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود، إثر الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر الماضي على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
ومابين التضرر والتدمير حصيلة أكثر من نصف المساكن في القطاع بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة، وفقًا لحصر الأمم المتحدة. وأجبر نحو 1,7 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليون على النزوح من منازلهم شمال القطاع إلى جنوبه.