كتب- عمرو الشامي:
باتت أنس جابر، لاعبة التنس التونسية رمزاً للإصرار والنجاح، بتخطيها العديد من الحواجز لتصبح أول عربية وأفريقية تصل إلى نهائي بطولات التنس الكبرى.
تقول أنس جابر، أحيط نفسي بفريق رائع، عائلة داعمة، ومعجبين مذهلين يرفعون معنوياتي دائماً، و أُذكر نفسي دوما بالسبب الذي جعلني أبدأ بممارسة التنس منذ البداية، وهو شغفي بها والاستمتاع بالرحلة التي أخوضها.
وتضيف الامتنان والالتزام بقيمي يساعدانني في الحفاظ على توازني، في النهاية، أريد استخدام منصتي لإسعاد الناس وتمكينهم، خاصة في منطقتنا، حيث للأحلام قوة كبيرة.
وتقول : لأنني رياضية عربية أواجه تحديات فريدة، مثل التوفيق بين تحقيق أهدافي الشخصية والتحمل ومسؤوليتي تجاه الآخرين، بما أنني مصدر إلهام لهم، لكني أعتبر هذا التحدي بمثابة فرصة لتحطيم الحواجز وتمهيد الطريق للجيل المقبل، و أتخطى العقبات من خلال التركيز على هدفي وإحاطة نفسي بأشخاص يؤمنون بي ويدعمونني.
ودائما أرى أنّ كل خطوة أتقدمها، مهما كانت صعبة، هي خطوة إضافية نحو إلهام الآخرين.
وعن بداية حبها للعبة تقول أنس جابر:بدأت قصة حبي لهذه الرياضة، منذ صغري، كان لعائلتي، وخاصة والدتي، الدور الكبير في تشجيعي، فقد آمنت بموهبتي عندما لم يؤمن بها كُثُر.
و زاد من شغفي رؤية نساء قدوات مثل سيرينا وليمز ،وما حقّقته، كما أردتُ أن أُؤكد على قدرة التونسيين بالمشاركة في أكبر ملاعب التنس وتحقيق النجاح.
وكانت نقطة التحول ،عندما وصلت إلى نهائي بطولة ويمبلدون وبطولة أمريكا المفتوحة، تلك اللحظات أثبتت لي وللعالم أنني أستحق أن أكون في القمة، رغم أنني لم أفز بتلك البطولات، إلّا أنني اكتسبت ثقة لا تُقدر بثمن، وتعلمت كيف أتعامل مع الضغوطات.
كما أنّ التحديات مثل الإصابات أو خسارة المباريات الصعبة كانت أيضاً جزءاً من تشكيل شخصيتي، تذكرني هذه التجارب بأهمية التحلي بالصبر والإصرار، والتمسك بالطموح، والعمل المستمر على تحسين أدائي.
و تمثيل تونس وأفريقيا شرف كبير لي، أحمل تراثي بكل فخر وأستخدمه لإلهام الآخرين. أسعى دائماً لإظهار جمال منطقتنا، سواء كان ذلك من خلال الحديث عن مسيرتي، و ارتداء ملابس ذات دلالة ثقافية، أو ببساطة من خلال مشاركة قيمنا مثل الصمود والروح الطيبة.
على الملعب، و مع كل مباراة أخوضها، آمل أن أكون قد فتحت طريقاً لرياضيين آخرين من أفريقيا والعالم العربي لتحقيق أحلامهم.
وتقول : ثِقي أيتها الفتاة بنفسكِ ولا تسمحي لأحد برسم حدودكِ، الطريق ليس سهلاً، وستواجهين لحظات تشعرين فيها أنكِ محاطة بالعديد من التحديات أو أنّكِ غير مقدّرة بما فيه الكفاية، لكن هذه اللحظات هي التي تجدين فيها قوتكِ الحقيقية، فـ ركزي على أهدافكِ، واعملي بجد، وكوني وفيّة لذاتكِ، وابحثي عن دعم من الأشخاص الذين يرفعونكِ ويشجعونكِ، وتذكري دائماً أنّكِ تفتحين الطريق للأجيال القادمة من النساء اللواتي سيقدّرنكِ ويستلهمن منكِ.
وتضيف : أحب قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي، فهم يساعدونني على البقاء متوازنة ويذكرونني بما هو مهم، وبالطبع، أحرص على أخذ قسطٍ من الراحة والتركيز على التعافي لأبقى منتعشة جسدياً وعقلياً.
وتستطرد :هدفي الفوز بلقب إحدى البطولات الكبرى، كنتُ قريبة جداً من ذلك، وأعتقد أن لدي القدرة على تحقيقه، بالإضافة إلى ذلك، أرغب في الاستمرار في إلهام الآخرين وتعزيز حضور التنس في منطقتي، استعد من خلال التدريب بذكاء، تعزيز قدرتي على التحمل، وتحسين مهاراتي، كما أعمل على الحفاظ على التركيز والاستمتاع بالرحلة، ما يعزز من أدائي، و أنا متحمسة لما ينتظرني ومستعدة لتقديم كل ما لدي لتحقيق أحلامي وأحلام المحبين.
