اللبناني وليد عماد يكتب : وليد جنبلاط كصخر الجبل .. صمودًا وصبرًا وشموخًا
في قلب الجبل، حيث تُنحت الملامح من صلابة الصخور،وحيث يتردد صدى الأرز عبر العصور شاهداً على مجد لا يخبو، يسطع اسم وليد جنبلاط كقصيدة متجددة، تكتب كلماتها على صفحات الزمن، لكنها لا تنتهي، إنه زعيم يحمل في ثنايا شخصيته خلاصة الجبل.
صمود أمام الرياح،صبر على المحن،شموخ لا ينحني إلّا أمام الحقيقة.
ليس وليد جنبلاط مجرد شخصية سياسية عابرة في تاريخ لبنان،بل هو تجسيد لروح الجبل بكل تناقضاتها، هو الحارس الأمين على أرث المختارة،تلك القلعة التي تجمع بين البساطة المطمنة والمجد المهيب،حيث تتداخل أمجادها مع جذور الشرف والمقاومة،ووراء أبوابها كتبت حكايات الزعامة التي ورثها جنبلاط عن أبائه وأجداده أولئك الذين خطوا تاريخهم بمداد الحكمة وعبر الدم.
في وليد جنبلاط،تجد رجل الجبل الذي يقرأ كتب الفلاسفة يستمد حكمته من الطبيعة،ويواجهها بعيون تحمل ثقلاً من الحزن،إنه ذلك الزعيم الذي يفهم أن الزعامة ليست لقباً ،بل هي حمل ثقيل،وأن النجاة ليست بالانتظار فقط،بل بالبقاء على قيد الإنسانية وسط عالم يلتهم الرحمة.
وليست السياسة عند وليد جنبلاط مجرد لعبة معقدة، بل هي فن للبقاء في الزمن الصعب،حيث يصبح الزعيم قبطانا لسفينة تهيم بين الرياح العاتية،تحاول النجاة من أمواح متلاحقة تسعى لابتلاعها،ذلك الذي يبدو صلباً كصخر الجبل ولكنه يختزن بين ضلوعه مشاعر تتعثر،وأفكاراً تسير بين المثالية والواقعية.
وليد جنبلاط هو ذلك الزعيم الذي يعرف كيف يحافظ على الجبل شامخاً،ليس فقط أمام عدوه،بل أيضاً أمام تقلبات الزمن وقسوة الأيام.
لكل مرحلة رجالها ووليد جنبلاط رجل كل المراحل.