كشف الدكتور معن عبد الرحيم رئيس قسم أورام الجهاز الهضمى، بمركز أورام مستشفى هيوستن ميثوديست، ومدير مركز الأبحاث السريرية الأولية بمركز أبحاث هيوستن ميثوديست بالولايات المتحدة الأمريكية، عن أن نسبة الإصابة بالأورام السرطانية فى تزايد مستمر، ومؤخرًا النسبة أصبحت مرتبطة بالعمر، حيث إن أورام السرطان والقولون والمستقيم تزداد نسبتها فى الشباب من عمر” 20 – 40 عامًا”.
وحذر أستاذ علاج الأورام- في تصريحات صحفية- من ارتفاع نسب الإصابة بأورام الجهاز الهضمى فى صفوف الشباب خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدًا، أن نسب إصابة الشباب بسرطان القولون والمستقيم تزداد بطريقة ملحوظة فى آخر 10 سنوات.
مشيرا إلى أن المرضى الذين يتعرضون لهذا النوع من الإصابة ليس لهم أى تاريخ أسري مرضى، أو صفات جينية تجعلهم معرضين للإصابة بتلك الأورام السرطانية، ما يُعد هذا دليلا على تعرض هؤلاء الشباب للمُسرطنات من البيئة المحيطة بهم.
الدكتور معن عبد الرحيم، نوه إلى أن أسباب أورام القولون وأمراض الجهاز الهضمى بشكل عام ترجع إلى الأكل والنظام الغذائى وأسلوب الحياة، مما يعزز فرص الإصابة بالأورام السرطانية فى المجتمع، حيث إنه لا يوجد أى عامل آخر للعرضة للورم فى هذه المرحلة من الشباب غير النظام الغذائى، حيث لا يوجد تاريخ وراثى لهذا المرض بالعائلة، مشيرا إلى أن نسبة الأورام التى تصير عن طريق العائلات أو الجينات تتراوح تقريبا بين 7 – 10٪ أو أقل.
أما إصابات الأورام الأخرى فهى من البيئة ونمط الحياة مثل السمنة الزائدة والتدخين والكحوليات والتى تجعل الشخص أكثر عرضة للأورام السرطانية.
وأوضح أستاذ علاج الأورام، أن زيادة الالتهابات فى القولون نتيجة الأغذية يؤدى لزيادة نسبة الأورام، حيث إن أغلب الشباب يتجهون لتناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والتى تحتوى على مواد حافظة، والتى تسمى بمركبات النيترويد والتى تؤدى لالتهابات القولون، حيث تؤدى التهابات القولون لعمل طفرات لا تعالج، والتى يمكن أن تتطور لتصبح ورما.
وأكمل: (المايكروبيوتا) وهى نوع البكتيريا التى تعيش فى القولون تتغير بنوع الأكل أو الأدوية التى يتناولها الشخص، ما يؤدى إلى تغيير نسبة “الميتابولايد” الموجودة بتلك البكتيريا، ما يؤدى لتغيير المواد العضوية الناتجة من تلك البكتيريا وتكون الأورام، والتى يمكن تجنبها من خلال تغيير أسلوب الحياة ونوعية الطعام والإكثار من تناول الفواكه والخضروات.
وأكد وجود نسبة شفاء عالية ببعض الأورام من خلال الكشف المبكر عنها مثل أورام القولون والمستقيم والتى يمكن اكتشافها من خلال عمل منظار بداية من عمر 45 عاما، مشيرًا إلى أنه يمكن اكتشاف بوادر الأورام عن طريق الدرنات المتكونة والتى تكون سابقة للورم، حيث يتم اكتشافه فى المراحل الأولية حيث يمكن الشفاء منه عن طريق استئصال الورم، مشيرا إلى أن الدراسات أكدت أن الكشف المبكر عن الأورام وإجراء الفحوصات الأولية يكون مجدى بصورة كبيرة حيث يمكن أن يحمى الشخص من الإصابة بالأورام.
كما يؤدى لشفاء العديد من المرضى فى المراحل المبكرة من المرض، موضحًا أنه يجب فى سن الـ 45 عامًا إجراء المنظار والفحوصات للكشف المبكر عن الأورام مما يساعد فى الشفاء منها سريعا.
وتحدث أستاذ علاج الأورام بالولايات المتحدة، عن المبادرات الصحية فى مصر والتى تهدف للكشف المبكر عن الأورام، مؤكدًا أنها تساهم فى إنقاذ العديد من الأرواح وأيضا خفض تكاليف العلاج الباهظة، مضيفا أن الأورام السرطانية تُعد أكثر خطورة من الأمراض المزمنة الأخرى، حيث إن أدوية الأورام التى يتم اكتشافها والموافقة عليها على المستوى المحلى والعالمى تحتل المركز الأول، ما يؤكد وجود تحديات كبيرة لعلاج الأورام.
لافتا إلى أن عدد أدوية الأورام التى يتم الموافقة عليها سنويا أو شهريا يفوق عدد أدوية الأمراض الأخرى.
ويرى الدكتور معن عبد الرحيم، أن التقدم العلمى فى علاج الأورام قد أحدث طفرة نوعية خلال العقد الماضى، خاصة مع إدخال أدوية الجهاز المناعى والعلاجات الموجهة التى غيّرت مسار العلاج التقليدى بالكيماوى، موضحا أنه لا يمكن الاستغناء بشكل نهائى عن العلاج الكيماوى ولكن يمكن إضافة الأدوية الموجهة والمناعية عليه والتى تتلاءم مع حالة كل مريض.
وأوضح الدكتور معن عبد الرحيم، أن أورام الكبد تُعد أحد أكثر أنواع الأورام انتشارا، حيث إن نسبة الفيروس المسبب لأورام الكبد مرتفعة جدا فى مصر، تليها أورام الرئة الناتجة من التدخين، موضحا أن نسبة التدخين فى مصر مرتفعة، سواء التدخين التقليدى (التبغ) أو السجائر الإلكترونية لها نفس الأضرار، حيث لا يقل ضرر السجائر الإلكترونية عن التبغ.
وأضاف: التطورات العلمية الحديثة تتيح فرصًا أكبر للشفاء وتحسين نوعية الحياة، كما أن الوقاية هى أفضل وسيلة مما يستوجب المتابعة المستمرة مع الأطباء وعمل الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن السرطان مع اتباع الإجراءات الوقائية، حيث إن الكشف المبكر عن الأورام يجعل فرص الشفاء أكبر.
وأكد، أن أدوية الجهاز المناعى والأدوية الحديثة الموجهة وفحص جينات الأورام فتحت بابا كبيرا للعديد من مرضى الأورام للعلاج ووجود نتائج ممتازة فى حالة علاجها بالأدوية المناسبة لها