
كتبت- ميرفت أبو الأنوار:
مازال السائق المصري الذي أعاد 8 ملايين جنيه مصري لصاحبها، ورفض الحصول على أي مكافأة، حديث الشارع المصري نظرا للظروف التي يعاني منها الكثيرون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة والتي تغير الكثير من القيم ، ولكن هذه الحادثة أكدت أن الشباب المصري مازال يتمتع بالقيم الأخلاقية الأصيلة والرجولة والأمانة وغيرها من صفات حميدة.
والغريب أن السائق سامح رجب رفض مبلغ ممكن أن يغير مسار حياته خاصة أنه يقيم في منزل متواضع ومن متوسطي الدخل.
وأكد الكثيرون أن هذا الرجل يجب تكريمه من جانب الدولة وتلقى الأضواء عليه باعتباره قدوة ومثل أعلى في الأمانة والقيم الأخلاقية النادر خاصة أنه رفض الحصول على مكافاة مليون جنيه من صاحب الفلوس، أو مساعدته في ترميم منزله البسيط، وظروفه المادية الصعبة.
وقال البعض الآخر، اللي عمله سواق التاكسي دة واجب أخلاقي وديني… بصراحة قصة سامح سواق التاكسي فى مطروح دليل كبير على أن الخير والأمانة من أهم الصفات اللي بيتميز بيها المصريون، وخاصة الناس الشقيانة اللي ما بتقبلش جنيه مش تعبانين فيه.
وعثر “سامح رجب” سائق سيارة أجرة ،على مبلغ مالي كبير داخل “كيس” خلال الحصول على قسط من الراحة على أحد الطرق في محافظة مرسى مطروح غربي مصر.
و أوضح السائق المُقيم في محافظة مرسى مطروح مُنذ 14 عاماً، أنه عثر على المبلغ المالي الضخم على جانب طريق “الإسكندرية – مطروح”، في أثناء رحلة عودته من توصيل زبائن إلى منطقة “فوكة” شرقي مطروح.
وأشار السائق رجب إلى أنه نقل المال إلى منزله، قبل أن يكشف أن المبلغ هو 8 ملايين جنيه مصري، كانت عُبارة عن 399 رُزمة من فئة الـ200 جنيه، ورُزمة واحدة من فئة الـ100 جنيه.
ولم يتردد السائق رجب في البحث عن صاحب المال لإعادة المبلغ إليه، إذ نشر” إعلان” عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وأكد السائق أن منشوره على موقع “فيسبوك” دفع كثيرين من أبناء محافظة “مرسى مطروح” للتواصل معه من أجل الحصول على المال، لكن شخصاً واحداً من محافظة دمياط أعطاه دليلاً قاطعاً على أن المبلغ المالي يعود إليه.
وأكدت وسائل إعلام مصرية إلى أن صاحب المبلغ حضر إلى مكان السائق في اليوم التالي من أجل استعادة أمواله، وأن السائق رفض الحصول على مكافأة 10% من قيمة المبلغ المالي، التي تُساوي 800 ألف جنيه مصري، وسلّم المبلغ لصاحبه دون أي مُقابل.
وتبين أن أصحاب المبلغ الكبير، تجار موبيليا من دمياط كانوا متجهين للاستثمار في منطقة رأس الحكمة، وفقدوا المبلغ أثناء الرحلة.
لم تكن دهشة التجار أقل من امتنانهم، فقد عرضوا على سامح مكافأة كبيرة قدرها مليون جنيه تقديراً لأمانته، لكنه رفض بشدة قائلاً: (المال ليس مالي، وأطفالي أهم عندي من كنوز الدنيا).
