توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب: رسالة إلى أبي …

كم أشتاقك يا أبي وكم تأخذني الذكريات إليك وكم تمنيت أن أبقى طفلتك المدللة تمرجحني بين يديك ، فأضحك

و تعود لتضمني وتشبعني قبلاً وانا أتشبث بيدي الصغيرتين أحتضن رأسك الشامخ.

ليتني بقيت تلك الطفلة التي تغفو بسرير حضنك.

ليتني لم أكبر ياأبي في سماء لانجوم فيها .

و في أرض يحكمها الطغاة ويكثر فيها العبيد والحرباويين والقتلة والظالمين.

منذ أيام يا أبي أصبتُ بغيبوبة وفقدت توازني حملوني الى المشفى ..

جاء تقرير الطبيب أنني مريضة منذ خمسين عاماً أثبتت التحاليل أن زمرة دمي ونادرة .

وشهيتي للأفق مفتوحة .

و هذا ما أصابني بالتخمة وزيادة بالوزن وتراكم الهموم.

شتتني ذهولي وأقلقني حالي.

وتربع كرسي الوقت حزني

ضمرت ضحكاتي وانحنت أحلامي وهرمت أفراحي .

وامتدت حول معصمي أساور من حديد وعلى جبهتي الآف إشارات التعجب ،لم يبق لي سوى نبض ذلك القلب

الذي يصر على الحب و العطاء ،وتلك الروح الهائمه التي تعانق الأفق وتغني مع العصافير ..
وتصرخ بخطاب ٍ من نار لينبثق حلم أدماه الحصار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى