كُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب : بشار .. واللقاء الأخير

في اللقاء الأخير بين الرئيس السوري” المخلوع “بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة الماضي، وقبل هروبه إلى موسكو، سأل الأخير بشار، مالذي يحدث للجيش، وسر تراجعه بهذا الشكل؟

كان جواب بشار أنه تفاجأ ،ولا يعرف سر مايحدث للجيش السوري رغم تواضع إمكانيات وتسليح الفصائل المسلحة مقارنة بميليشيات في مواجهة جيش سوري نظامي، ترتيبه قبل سنوات كقوة عربية” المرتبة السادسة”.

تساؤل بشار ودهشته تكشف ما أصاب سوريا طوال عقود، حيث كان بعيدا روحا وجسدا عما يحدث حوله منذ سنوات، يتساءل وهو يعلم أن بطون ضباطه وجنوده خاوية، وسافر يوم 29 نوفمبر إلى موسكو وزوجته هناك لحضور مناقشة رسالة نجله حافظ بشار الأسد، لنيل درجة “الدكتوراة” من جامعة موسكو الحكومية “لومونوسوف”، والفصائل بدأت معركة سقوطه 27 من نفس الشهر، ويوم سفره كانت الفصائل اقتطعت إدلب وحلب و تجهز لمحاصرة واقتحام حماة ولكنه سافر.!

تطورات ساعات سفره ووجوده في موسكو رغم لهيب المعارك والفصائل تقترب من دمشق، تُظهر سماته الباردة وغموضه المدهش، و قلة الخبرة السياسية والعسكرية وعدم استشراف المستقبل.

خلال تواجده في موسكو كانت التقارير توهمه بالأوضاع المستقرة وسيتم تدمير الفصائل مثلما حدث بعد ثورة 2011،  ومن تابع وزير الداخلية محمد خالد الرحمون، وهو يُطمئن بشار بعد عودته من موسكو، بأن أبواب العاصمة محصنة، ولن تقدر أي قوة على وجه الأرض اقتحامها ، وكأنها قلعة وحصون دمشق  التي بناها الأمويون وكانت من أقدم الاستحكامات الحربية الإسلامية!

بشار كان بإمكانه أن يستفيد من تجربة الحرب بعد ثورة 2011 ويفتح صفحة جديدة ويصالح شعبه بتنمية وتطوير الأداء الحكومي والاقتصادي والسير في اتجاهين نهضة بلاده والاستعداد لاستعادة أراضيه المحتلة شمالا وجنوبا.

لو هناك حنكة ورغبة في تقدم شعبه وفهم مايدور حوله ماظهرت مبكرا توابع الأخطاء القاتلة وصراع مع مسلحين ومحتلين كان مساره سيختلف وبدلا من الهروب للخارج كان سيرتمي في أحضان شعبه، ومن الاحتماء بالطامعين إلى حماية الوطن له.

فـ إيران تتراجع تدريجيا حتى قبل السابع من أكتوبر والذي كتب الفصل الأخير لجبهات عدة خاصة حزب الله وإيران.

وحرب روسيا في أوكرانيا كانت تُلمح أنها ستعطي له ظهره فمصلحتها أهم ، فباعوه بثمن بخس!

فترة بشار الأسد خلال عشر سنوات تقريبا منذ توليه مقاليد الحكم في عام 2000 بعد وفاة والده وحتى ثورة الشعب الأولى في 2011 ، تشِي بأن الرجل لم يختلف عن والده ،غياب الرغبة في استعادة الأرض المسلوبة وعودة الجولان للوطن الأم، فلم يُطلق رصاصة واحدة على هضبة الجولان التي من يُحدِق النظر من أعلاها يرى قصره القابع وسط العاصمة، وهدفه مثل والده عدم إزعاج إسرائيل والبقاء في السلطة أكبر فترة ممكنة ولا غرابة لتحقيق أهدافه البرجماتية والسادية أن يطلق كل مايملكه من سلاح في صدور أبناء  وطنه، ولم يكن مفاجئًا عندما يعتب عليه أحد أصدقاءه يوما عن القتل والمذابح داخل السجون وخارجها وعواقبها كان الرد : عندما تسحق حشرة بقدمك هل تتأثر مشاعرك لقتلها وسحقها؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى