الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : بل هي مهمة شيطانية

شيء مضحك، ذلك الكلام الصادر عن الفاسد السارق المتلاعب بالأموال العامة وخائن الأمانة، وقد قيل سابقاً «شر البلية ما يضحك».
نعم أقصد ما قاله المطلوب للعدالة في كيانه غير العادل، وفي مطارات وحدود دول العالم مذكرة دولية «بالقبض والإحضار» إلى المحاكم الدولية في لاهاي.
هو بنيامين نتانياهو، صاحب المهمة التاريخية والروحية، ألم يقل ذلك وهو يشرح حلمه بإسرائيل الكبرى؟ متغافلاً أو متجاهلاً أو مستهتراً، ومغتراً بما وضع بين يديه من سلاح وتقنيات لا يملكها غيره، وبعض الانتصارات على «ميليشيات» تواجهه دون قناعة نيابة عن الآخرين، ومتجاوزاً حدوداً هو يعلم قبل غيره ما سيحدث إن تخطاها.
لو كان قائل ذلك الكلام شخصاً غيره، لا يحمل فكراً مزيفاً، عبثت به أيدي الخبثاء، وصدقته طوائف مشتتة في بقاع الأرض، ولو عرف عنه أنه أمين وصادق، يقبل بالمنطق والإثبات التاريخي والروحاني، لناقشناه وجادلناه، وفتحنا أبواب التاريخ على مصراعيها، وأخرجنا ما يندى له جبينه، ولكنه ليس كذلك، هو هارب من «جرائمه» التي ستظل تطارده حتى آخر لحظة يعيشها، وقد قرر أن يذهب إلى آخر نقطة قبل أن ينال جزاءه، عله يحقق شيئاً يرتقي إلى مستوى النصر فينال الإعفاء!
هو الآن يتجه ومن خلفه «المتشربون» بفكر بُني على الزيف، وفي يده تاريخ مزور وروحانية «مدلسة» و«مهمة» يدعي بأنها أوكلت إليه، ولا نستبعد أن يخرج علينا بعد فترة وجيزة ليقول لنا بأنها «مهمة ربانية» جاءته في رؤية، وفسرها حاخاماته بأنها «تكليف» بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، وهذا الحلم لا وجود له في التاريخ، ولا أثر له في الكتب السماوية.
إنها «مهمة شيطانية»، فالأرض التي يتحدث عنها نتانياهو لم تكن في يوم من الأيام دولة لبني إسرائيل، ولن تكون للقادمين من «شتات الأرض»، وهي عصية على الغزاة، والتاريخ الصادق يذكر ذلك ولا ينساه، وقد مر الرومان والفرس وحملة الصلبان، وبونابرت، وقبله بمئات السنين الإسكندر المقدوني، ودول استعمارية من الغرب، والمغول أيضاً، كلهم ذاقوا مرارتها، فهذه الأرض مقدسة ومباركة وحلوة المذاق عند أهلها فقط.