مجدي سلامة يكتب .. استحلفك الصمت يادكتور مدبولي !
يسجل التاريخ أن الدكتورعاطف صدقي رئيس مجلس وزراء مصر – خلال الفترة بين عامي 1986 و1996 – كان أكثر رؤساء الوزراء صمتًا، فالرجل ظل صامتًا لسنوات طويلة حتى صار هدفًا يوميًا لكاريكاتير صحيفة الأخبار، وذات مرة رسمته “الأخبار” رسمًا كاريكاتوريًا، وعلقت قائلة: “كلمني كلم كلمني.. كلمني”، وهو مقطع من أغنيه شعبية كانت شهيرة في الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
رئيس الوزراء الصامت، تمكن من تحقيق قفزة كبيرة في الاقتصاد المصري، فنجح في تقليل عجز الموازنة العامة للدولة، فأصبحت أقل من 1%، بعد أن كانت أكثر من 20% من الناتج المحلى الإجمالى، كما نجح في تقليل معدل التضخم السنوى إلى نحو 4%، لأول مرة ينجح في تحقيق احتياطى نقدي لدى البنك المركزى المصرى بلغ وقتها 21 مليار دولار.
هذا ما فعله رئيس الوزراء الصامت، أما الدكتور مصطفي مدبولي الذي لا يتوقف أبدًا عن الكلام، ولكنه يشعل نارًا مع كل تصريح له.. نارًا تحرق قلوب المصريين قاطبة، فقبل أسابيع قليلة قال بملء فمه إن مصر ستتعامل بـ”اقتصاد حرب” حال اندلاع حرب إقليمية، وساعتها قامت الدنيا واهتز الاقتصاد، وامتلأ المصريون رعبًا، والكارثة أن الرجل ظل صامتًا بعد هذا التصريح الكارثي لمدة أسبوع كامل.. ثم بعد 7 أيام كاملة خرج ليقول: “الناس فهمتني غلط”!
وها هو الدكتور مدبولي يوالي تصريحاته الغريبة ويخرج علينا بتصريح غريب يقول فيه: “لا تقلقوا لو ارتفع سعر الدولار أمام الجنيه”.. بالذمة “دا كلام”.
والسؤال: هل يسأل رئيس الوزراء مستشاريه قبل أن يدلى بتصريحاته.. أم أنه يتكلم من رأسه دون أن يستشير أحدًا.. لو كان الرجل يستشير فعليه أن يغير مستشاريه، ولو كان يتكلم من رأسه فحسب، فأستحلفه بالله أن يصمت.. اسكت يا دكتور مدبولي، ولا تزد آلام المصريين آلامًا، ولا تزد مواجعهم بكلامك.. اسكت يا رجل.