اللبناني وليد عماد يكتب : لانقدر النعمة إلّا مع ضياعها.. نتألم لنتعلم
بعد كل ابتلاء يتعرض له الشخص منا،بعد كل طعنة غير متوقعة من عزيز،بعد كل فقدان لنعمة تمثل لنا الكثير….دوماً ما نردد كلمات نقم وسخط على الدنيا وأقدارها قانعين بنتيجة حتمية أنها دنيا عابرة…ولكني أشك بهذه النتيجة ويراودني تساؤل هل فقط هي دنيا عابرة أم أننا أساءنا فهمها؟
أعتقد أننا مخطئون،فنحن من نسيء فهمها،نحن من نعجز عن فهم فلسفتها، نحن من لا نتوقع سريان أحداثها ضد رغباتنا،نحن من لا يفهم المعنى الحقيقي للابتلاء والحكمة منه،نحن من نخطئ في تعاملنا مع ما أعطانا الله من نعم.
قد نتعامل أحياناً مع أغلب النعم على أنها تحصيل حاصل،وجودها أمر طبيعي ومؤكد ولكنها نعمة وعلينا الحفاظ عليها لأننا إن فقدناها سنشعر بما نفقد.
لماذا لا نصدق هذا؟ ربي لأننا لم نمر بتجربة الفقد لم نُحرم لنستشعر قيمة هذه النعمة بين أيدينا،لذلك سنبتلي وعندها سنقدر النعمة فلا بد أن نتألم كي نتعلم.
فالغدر رغم مرارته هو من يظهر لك معنى الوفاء.والظلم رغم ظلمه وقسوته سيجعلنا نعرف قيمة العدل.
فهذه هي الدنيا حلاوتها تتبع مرارتها، ودون مرارتها لم ولن نشعر بحلاوتها، كل منحة تعطيها تتولد لك من محنة أصابتك.