اللبناني وليد عماد يكتب: لماذا أكتب..؟!
كثيراً ما يسألونني لماذا أكتب؟..وماذا أستفيد.؟!
ورغم أني أواجه تحديات كثيرة عدا عن كثير من الناس السطحيين الذين يظنون أن كل ما أكتبه يعبر عن حالي وحياتي الشخصية.
سأبقى أكتب….ليس لأن لدي وقت فراغ كبير، ولكني أجد في الكتابة متعة لا تضاهى،وفسحة للروح لا يحدها شيء.
فلست ممن يفضلون الجلسات النسائية وكلام القيل والقال ولغو الحديث، فأنا أجد في الكتابة متنفساً بعيداً عن نفاق البشر، أجد فيها الصديق الوفي الذي لا يتركني حتى ألج ببحر الحروف وهي تخرج من صميم القلب،أدمنها كمن يدمن فنجان قهوته ولا يجد للصباح رونقًا الّا اذا أحتساه.
أسترق الوقت وأقتطعه من صخب الأيام وسرعتها،تستوقفني الأحداث تارة،تؤثر بي المواقف،ويأخذني الحنين لزمان مضى.
أكتب لأغير نظرة، وأنقل واقعاً وأوصل فكرة، أكتب لأبعث أملاً في قلب يائس وأريه النور وسط ركامه.
أرى أن الألم وقود الكتابة،فأصدق الكلام ما ينبع من الأحساس لأن أحساس الألم أعمق ويؤثر فينا أكثر…
الكتابة لها إحساس ومذاق خاص، كل حرف تكتبه تتلمسه وتستشعره وتتذوقه كما تتذوق الطعم اللذيذ الناعم الساحر، فتمنحك الكلمات المتعة والقوة والمناعة ضد التيارات الصاخبة النفسية والجسدية التي تعتريك من مفاجآت وآلام منغصة ومميتة…
نرى أكثر الناس وجعاً او أحساساً بٱلام غيرهم هم الأكثر أبداعاً وشغفاً بالكتابة فهذه الكتابة أميرة تحثك أكثر على الكتابة كلما كان وجعك يقول: أكتب،أكتب،أكتب حتى تلهيك الكتابة من أن تموت مبكراً بعد الذي شاهدته وعاصرته..!!