فن و ثقافةكُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب : سيدات “مقاتلات” على أبواب البؤس

‪من خلال سياحتنا الواسعه في مجال العمل العام وحرصي الشديد على لقاء سيدات ” معدمات” يقطن علي حافة الحياه ، اتنقل وسط ” الناس الشقيانه”… التقي بسيدات عفي عليهن الزمن، تاهت مشاعرهن وسط زحام الدنيا، غرقن في بحور الحياه، لم يجدن من ينقذهن.

حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقي والإنساني ووهن المشاعر، واستباحة العلاقات المقدسة، لينتهي مصيرهن إلى آخر النفق المظلم إما مطلقات أو أرامل أو معيلات، وآخرون اختاروا العيش في مقابر أزواجهن بلا روح، في بيوتهن أموات يتمردن علي ظروفهن من أجل أطفالهن، يمرون بظروف معيشيه سيئه، فقراء الأهل، اللهم أو انهم ففدن “السند” في كل شئ، يصعب عليهن إيواءهن، ولم يجدن حل إلا العودة الى مقبرة الزواج.. وهكذا ينتهي مصيرهن.

وفي مجال الاستشارات الأسرية والتربوية وجدنا أنه للأسف واقع عجيب يفوق كل الجهود التي تبذلها الدوله لمواجهة كافة أنواع الظلم والاضطهاد والفقر المجتمعي والأسرى، ومن الواقع الحياتي لهؤلاء السيدات والفتيات وحالة الضعف والهوان والذل الاتي يعشن في بيئتهن، أننا صرنا نجد بعض الرجال إن لم يكن المعظم، يتحولون فجأة وجميعًا من مجرد رجالٍ مصلحين أو صالحين..إلى رجال أطباء بشهادات متفوقة وتخصصات بارعة، يستغلون ضعفعن

ليجتهدن في كتابة وصفات العلاج ببراعة فائقة وذلك مجرد أن يروا امرأة قد جرحت في قلبها، أو عانت من قصور سواء معنوي اومادي أو جرح غائر في قلوبهن ما من جانب زوجها أول أهلها أو ظلم رجل آخر، أو فقدت أبسط حياة الرفاهية والرخاء أو أراد الله لها أن تفقد شيئًا ما من الملذات في بيت الزوجيه.

فتذبذبت أو تغيّرت أو لشيء ما قد اضطربت في عواطفها فيظهر لها هذا بمظهر الملهم أو الناجي من المهالك أو الملاذ الآمن وهو ليس بآمن أبدا…حذاري حذاري أن تقعي في فخ أحد الرجال المحترمين، ويظهر الآخر بمنطق الناصح الموهوب ويصف لها الدواء وما ذاك الدواء وذاك الدواء في حقيقته إلا داءٌ وداء، الحياه لا تحترم الضعفاء، في وظيفتك ومجال عملك احذري وانتبهي، فعلى شبكة النت والتواصل الاجتماعي كثر مدمني “الشات”….

إدمان الي حد التوهان أقوى بكثير من متعاطي المخدرات.. احذري وانتبهي سيدة كانت أم، اللهم أو فتاة أن تنجرفي في علاقات مشبوهه الخاسر فيها الأكبر أنتي فقط لتصبحي بذلك أكثر إدمانا من الطرف الآخر تعيشي في مستنقع الملذات والشهوات عالم واسع من الإغراءات لكلي الطرفين، كلاهما يكذبان علي كلاهم، للأسف هي مريضه نفسياً أكثر من هذا الرجل تعاني من نقص شديد في الحياء والأخلاق أو رغبة في حصد بعض المال لتمردها على حياتها المعيشيه..

انتبهي أكثر بين أقاربك الرجال والشباب احذري وانتبهي.. أمام جيرانك الرجال والشباب احذري وانتبهي أن تعيشي غارقه في عالم خيالي واهم علي منصات التواصل الاجتماعي بأنواعها، في برامج متنوعه أسهل ماتكون أن تنزلق قدماكي في غرف نوم مغلقه تستحل فيها الأعراض وحرمة الجسد وهتك ماستره الله في البيوت.

جرائم بشعه حدثت بسبب ضعف سيدات وفتيات فقدن الحياء أو والوازع الديني أو البيئه الطيبه لأسر عريقه،ليفاجئن بأنهن وقعن في أيادي لا ترحم ليقعن في دائرة الابتزاز والشبه وسوء السمعه… انتبهي فقد كثر الذئاب كثيرًا في هذا الزمان.

تأكدي أيتها “المقاتله ” جميلة الخلق والأخلاق، أن الرجولة عمل بطولي لا يصنع في النوادي الرياضية ولا يقاس بأرقام كشوف الحسابات البنكية، ‏الرجوله تجليات في أبهى صوره لها من النخوه والشهامه والمروءه، و الإيثار، والصبر على هموم ومتاعب الحياه و الكفاح من أجل تكوين المنزل وحماية أسرته، بدءا من آلام و َالاب، َوالبر لهم، اللهم ثم وإنكار الذات بنفسك حكمة وإحترامك للآخرين مصدر القوة.

لكن إحترامك لنفسك هو القوة الحقيقية، فقيمتك ليست في عيون الاخرين..ابدأ والله ..قيمتك بداخلك أنت فالثقة بالذات تحييك ملكاً.،وكرامتكي هي أول أولوياتك فمن ﻻ يقدرها ليس له مكان في حياتك نصيحة أكثر من راائعه للكاتب الروحي الفيلسوف الجميل الدكتور مصطفي محمود الذي خطف القلوب قبل العقول الاسم الذي يأخذك تلقائيا الي “العلم والإيمان”.

وقبل كل ذلك ثلاثون عاما قضاها في البحث عن الله قال العبقري الذي أعشقه رحمة الله عليه في كلمات له من ذهب “لكل إمرأة، أيام زمان.. لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لإجتذاب الرجل، فهو دائمآ مجذوب من تلقاء نفسه كان مجذوبآ،لأنه لم يكن يعثر لها على أثر،كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال.. وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الطرقات ولا يظهر في المدارس، ولا في المكاتب،وإنما يختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة.

ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير، ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب ويأتيها الزواج حتى الباب، ولكن الظروف الآن تغيرت تماما، خرجت المرأة من البيت إلى الشارع، نتيجة ظروف وعوامل كثيرة فاصبح الرجل يتمتع برؤيتها بكم قصير وصدر عريان وأخيرا بالمايوه، كل هذا ببلاش،من دون زواج..

ونتيجة هذا التطور كانت نتيجة خطرة..لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه، ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط،وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي الهزار، والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة، والجري واللعب، وتناول الغداء معا والعشاء معا،والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم..وهكذا فقدت المرأة هيبتها وأصبحت قريبة وسهلة،وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر.

وعندما اصبحت المرأة تشارك الرجل في عمله وكفاحه وعرق جبينه،أصبح لها مثله الحق في أن تروح عن نفسها وتستمتع وتقضي وقتا طيباً لذيذا،تنسى فيه العمل و مشاكله ولكن كيف تستمتع،والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه، لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدي وتسمح بقبلة أو حضن أو غير ذلك ..أعطت المرأة نفسها للرجل وهي تبكي في حرقة.. وتقول:  إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده.،تقول إنها لحظة ضعف،ولن تعود، إلا إذا كانت هناك وعود وعهود.

ولكن الرجل غالبا ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى،وينام على هذه اللذة المجانية وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر،اصبح الرجل يتردد في الزواج اكثر فاكثر، اصبح يرى الزواج مجازفة تقتضي منه كل شجاعته، اصبح الرجل يرى الزواج تضحية، تضحية بحريته وراحة باله في سبيل اقامة بيت لايعرف مصيره و بأنه سوف يصبح ربا وسيدا وقواما على اسرة وسيصبح عبدا لالف حاجة وحاجة والف طلب وطلب، وخادما لاصغر فرد في هذه الأسرة،ثم إن لذة المرأة الكبرى هي أن تحبل وتلد وتكون أما وملكة على بيت وأسرة،وصانعة لجيل جديد تربيه وترعاه، وزوجة لحبيب تؤنسه، ويؤنسها.

وتتمنع بعشرته وحنانه وحبه واحترامه،وكيف تصل المرأة إلى هذه الغاية،في هذه الظروف الجديدة التي قلبت المقاييس ،وقلبت المرأة رجلا والرجل امرأة؟…

إن الحل الوحيد، هو أن تكف عن إعتبار جسدها وجمالها وأنوثتها وسيلة كافية وحدها لإجتذاب زوج، إن الرجل الجديد طماع،إنه يطلب أكثر والأكثر هو أن تكون للمرأة قيمة في ذاتها، أن تكون على قدر من الذكاء، على قدر من التعليم”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى