كُتّاب وآراء

إيمان منصور تكتب : حائط مبكى .. ثاني

لم يكن اختيارعنوان مقالتي من خاطري وإنما جاءت هذا الاقتراح من ندوة بيئية نظمتها جمعية كتاب البيئة مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات، وبمشاركة الاتحاد العربي للشباب والبيئة العربية والتي طالبت بتوثيق جرائم اسرائيل ضد البيئة والتراث فى غزة ولبنان، كما حذرت من احتلال التوازن البيولوجي وموت الكائنات البحرية بسبب حموضة المياه بجانب حرق الاشجار.

ولو رجعنا لسبب تسمية اليهود حائط المبكى بسبب بكاء اليهود الذين جاؤوا للصلاة فى الموقع حدادا على خراب الهيكل، ويعتبر الأثر الأخيرالباقي من هيكل سليمان، والمبكى هو كثرة البكاء، على ما أندثر.

فإن كان اليهود يبكون حداد على خراب حائط فما بابك بخراب تراث كامل من مساجد وكنائس تاريخية، لقد تم تدمير أكثر من 200 موقع أثرى وتاريخي وتحت النيران تلتهم البشر والحجر، مع أنتهاك ومعاهدات لحماية الإرث التاريخي.

وهناك خوف على قلعة بعلبك التاريخية شرقي لبنان، والتي تعتبر من أبرز المعالم الأثرية في العالم العربي.

جاءت الندوة لأطلاق مبادرة توثيق جرائم الحرب ضد البيئة والتراث، شارك فيها الجميع من داخل الأراضي اللبنانية والفلسطينية، ويدعمها بالابحاث خبراء عرب عبر تطبيق ” زوم ” كانت البداية مع الدكتور مجدي علام الذي تحدث عن أثر الحرب وزيادة الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري، موضحاً أن درجة حرارة الكرة الأرضية زادت 1.1 درجة مئوية، ومن المتوقع تعدي الدرجة والنصف عام 2050 كما حذر من زيادة حموضة المياه مما يؤدى لموت الكائنات البحرية.

وأكد علام خطورة الاثار المستقبلية من واقع مشاركته في أعمال لجان درست أثر الحرب علي البيئة فى العراق بالنسبة للصحة والأرض الزراعية.

ودعا علام إلى التحرك عملى على الأرض يشارك فى الجميع بتصوير كل أعمال التدميرية التى تستهدف بها أسرائيل البيئة والتراث و وتحدث دكتور سيد خليفة رئيس الأتحاد العربى عن أثر الحرب على الاراضى الزراعية والمحاصيل التى تشتهر بها لبنان مثل الموز، والتفاح، وما أشتهرت به غزة من أشجار الزيتون، ومحصول الفراولة مؤكداً خطر تدمير الزراعة على الأمن الغذائي .

وعن التحديات التي تواجه الإعلام البيئي فى ظل الحرب قال الدكتور محمود بكر، رئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة، أن أهم التحديات عدم توفر مصادر المعلومات بحقيقة ما يحدث والأعتماد يأتى من خلال وكالات الأنباء الغربية والأعلام الأجنبى الذى يخضع لسيطرة اللوبى اليهودي.

وعن طمس التاريخ عرضت الدكتورة ماريز يونس، مؤسس ورئيس الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، الاهمية التاريخية لمدينة ” صور” كمدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط ونقطة إلتقاء للحضارات المختلفة وتساءلت كيف أنتقلت المدينة من قائمة مواقع التراث العالمي إلى قائمة المستهدفة من العدوان الاسرائيلي على مرآى من العالم ومنظمة اليونسكو .

وتناول دكتور عبد القادر دحدوح، أستاذ بالمركز الجامعى تيبازة الجزائر بالصور والخرائط المواقع الترائية والتاريخية المهددة التى نالها العدوان والتى تجرمها الاتفاقيات الدولية.

ولهذا نطالب بعمل ليس حائط مبكى واحد وأنما فى كل ركن أصابة العدو الغاشم بكل حقد وغل من تراثنا وحضارتنا الباقية مهما حاول طمسها.

اقرأ أيضا للكاتبة إيمان منصور : 

إيمان منصور تكتب : تحية للقوات البحرية المصرية في عيدها الـ 57

إيمان منصور تكتب .. يد يحبها الله

إيمان منصور تكتب .. يد تبني ويد تحمل السلاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى