فجر المنتخب الإندونيسي مفاجأة من العيار الثقيل مازالت أصدائها تضرب في أعماق الكرة السعودية بعد خسارة المنتخب السعودي بثنائية نظيفة، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لتصفيات كأس العالم 2026.
وهو الفوز الأول للإندونيسيين في التصفيات وفتح لنفسه فرصة حقيقية للمنافسة على التأهل. وتباينت ردود الفعل على هذه الخسارة .
صحيفة «في إن إكسبرس انترناشونال» الفيتنامية أشارت إلى أن إندونيسيا تفوقت على السعودية بهدفين نظيفين في مباراة مثيرة ضمن التصفيات، ليحقق المنتخب الإندونيسي فوزه الأول في التصفيات.
وقالت الصحيفة إن إندونيسيا ضغطت منذ بداية المباراة وكادت تسجل في الدقيقة الأولى عندما اصطدمت تسديدة مارسيلينو فيردينان بالقائم.
وأضافت أن المنتخب السعودي فوجئ بأسلوب لعب إندونيسيا السريع والهجومي، وواجه صعوبة في مجاراة وتيرة المباراة، حيث كانت الهجمات الإندونيسية المتكررة تمثل تحدياً كبيراً للدفاع السعودي.
وأضافت الصحيفة: كان دعم الجماهير المحلية ميزة كبيرة لإندونيسيا، حيث كانت الهتافات تصدح بأعلى صوت كلما هاجم الفريق.
موقع «جاكرتا غلوب» نقل عن مدرب إندونيسيا، شين تاي يونغ، إشادته بالفوز الذي ساعد فريقه على صعود إلى المركز الثالث في ترتيب المجموعة برصيد ست نقاط.
وأوضح الموقع أن إندونيسيا ضاعفت تقدمها في الدقيقة 57 بهدف آخر من فيردينان، الذي أظهر مستوى مميزاً خلال المباراة.
وكتب الموقع أن المنتخب السعودي حاول العودة إلى المباراة، لكن إندونيسيا استمرت في الضغط وسيطرت على اللقاء.
كما أشار الموقع إلى أن إندونيسيا نجحت في الحفاظ على تقدمها حتى النهاية، على الرغم من النقص العددي بعد طرد اللاعب جاستن هوبنر في الدقيقة 89.
وبدورها كتبت صحيفة «مايل بيزنس» الإندونيسية في تقريرها: «سحر شين تاي يونغ قاد المنتخب الإندونيسي لتحقيق أول فوز له في التصفيات، ما يعزز آماله في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026».
وشددت الصحيفة على أن إندونيسيا حققت هذا الانتصار في ظروف صعبة، حيث كانت تحت ضغط كبير من السعودية في محاولة للعودة. ورغم تلك الضغوط، حافظ الفريق الإندونيسي على تركيزه وتمكن من تأكيد تفوقه حتى النهاية. وأوضحت الصحيفة أن هذا الفوز رفع رصيد إندونيسيا إلى ست نقاط، لتصعد إلى المركز الثالث متساوية مع السعودية.
من جانبها وصفت وكالة «رويترز» فوز إندونيسيا بالخطوة الكبيرة نحو المنافسة في تصفيات كأس العالم، حيث سجل فيردينان هدفين ليمنح فريقه الانتصار الأول في الجولة الثالثة.
وأشار الموقع إلى أن إندونيسيا استفادت من قوة جماهيرها التي دعمت الفريق طوال المباراة، ما كان له دور محوري في النتيجة النهائية.
وكتب موقع «ياهو سبورت» عن المفاجأة التي أحدثتها إندونيسيا بفوزها على السعودية. وأضاف الموقع أن هذا الفوز يمثل لحظة هامة لإندونيسيا، التي لم تشارك في كأس العالم منذ عام 1938 تحت اسم «جزر الهند الشرقية الهولندية».
وتطرق الموقع إلى تصريحات مدرب السعودية، هيرفي رينارد، الذي أكد أن إندونيسيا استحقت الفوز وقال: لدينا أربع مباريات متبقية وستكون صعبة، لكنها ستكون صعبة على الجميع.
بينما عنون موقع «وان فوتبول» تقريره بالقول إن إندونيسيا بنكهة هولندية تهزم السعودية في تصفيات كأس العالم.
المفاجأة القاسية
و وصف المدرب الوطني بندر الجعيثن خسارة المنتخب السعودي أمام إندونيسيا بالمفاجأة القاسية وغير المتوقعة، مشيراً إلى أن لاعبي الخصم كانوا على قدر التحدي.
وقال الجعيثن في تصريحات صحفية، بعد خسارة الأخضر سبق وتعادلت إندونيسيا معنا في الذهاب ولديها الثقة في مجاراة المنتخب السعودي رغم فارق الإمكانات.
وأشار الجعيثن إلى أنه كان من الأفضل أن يبدأ المدرب ريناد بنفس تشكيلته ضد أستراليا تماشياً مع قدر الانسجام الذي وصلت له، لكن اعتقاده بأنه أقوى جعله يبالغ في الهجوم.
وعن واقع المباراة قال الجعيثن: «مدرب إندونيسيا درس الأخضر بشكل كبير، واعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة ولعب على الكرات الساقطة خلف المدافعين واستغلال المساحات الكبيرة في دفاع المنتخب السعودي، بالإضافة إلى التحولات السريعة واللعب بشراسة وعدم إعطاء لاعبي المنتخب المهاريين فرصة اللعب بحرية».
وأضاف: «رتم المنتخب السعودي البطيء في بناء الهجمة وكثرة التمريرات الخاطئة أعطت فرصة للمنتخب الإندونيسي لاستغلال أخطاء لاعبي الأخضر».
وكشف الجعيثن عن أن المنتخب السعودي لم يكن جيداً في الكرات الهوائية التي تفوق فيها دفاع منتخب إندونيسيا بشكل كبير، ووصف هجوم الأخضر بأنه الأقل أداءً ولم يقدم شيئاً إيجابياً يخدم المنتخب، مؤكداً أن ذلك يأتي لعدم مشاركة مهاجمي المنتخب مع أنديتهم بشكل أساسي، عدا فراس البريكان، و«هذا بسبب اعتماد الأندية على لاعبين أجانب في خط الهجوم».
وتمنى الجعيثن أن يتم اكتشاف لاعبين من الفئات السنية في خط الهجوم ومنحهم الثقة والدعم لحل هذه المشكلة.
وعن مسيرة الأخضر في التصفيات، قال الجعيثن: «المنتخب تأثر بالبداية غير الجيدة مع المدرب السابق مانشيني، الذي لم يوفق بالنتائج ولا حتى المستوى، ولكن ما زال الطريق طويلاً ومبكراً، وأعتقد أن المنتخب سيتحسن، وسنرى الأخضر بشكل جيد بعد كأس الخليج المقبلة».