أخبار العالمأخبار مصرتوب

السفير العُماني عبد الله الرحبي في حوار لـ موقع 30 يوم : علاقتنا بـ مصر تاريخية ومتجذرة .. وننطلق نحو آفاق أرحب

• بُعد نظر  السلطان هيثم والرئيس السيسي ساهما في زيادة التبادل التجاري بين البلدين
• المواطن العماني” شاطر” ويطور نفسه .. ودخله يفوق أحيانا نظيره الخليجي
• زيادة الناتج المحلي العُماني .. خفض المديونية .. تنوع الموارد .. ونراهن على المستقبل
• سياستنا حيادية نابعة من جذورنا الثقافية .. ونشرنا الإسلام بتسامحنا وتجارتنا البحرية
• مصر على طريق النهضة رغم الأزمة الاقتصادية .. واحتضان اللاجئين قدرها وإلّا ماكانت أم الدنيا
• قرارات القمة العربية قوية والمهم التنفيذ .. وعلى العالم التصدى لمن يحاول تكبيله
• نتطلع لرؤية جديدة لـ ترامب .. والأمن لايتحقق مهما تملك من أسلحة فتاكة

سياسي من الطراز الأول، لبق، سريع البديهة، تدرجه في مناصب عدة أكسبة الخبرة ومن شعاع عينية يظهر فكره الثاقب ، وذكائه الحاد ،وترتيب أفكاره، وحديثة الرائع.
إنه السفير السفير عبد الله بن ناصر بن مسلم الرحبى سفير سلطنة عمان في مصر والمندوب الدائم للسلطنة لدى الجامعة العربية.
فالخلفية التي اكتسبها من تدرجه في مناصب مختلفة في الصحافة كرئيس تحرير صحيفة عُمان اليومية، ووصوله لرئيس مجلس إدارة مؤسسة عُمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان، وقبلها رئيساً تنفيذياً لمؤسسة عُمان للصحافة والنشر جعل لديه تراثا صحفيًا وإعلاميًا وثقافيًا زاخرًا .
فهو كوكتيل متنوع ثقافي واقتصادي ومعلوماتي، ملمًا بالشأن العُماني والعربي والدولي يستشرف المستقبل ويزينه بتواضعه الجم وتقبله لكل نقد،وصراحته دون خروج عن نص، يضع كل استفسار في إطاره دون مواربة أو تجميل، فتخرج منه الكلمات كما لو تم تنقيحها و تحليلها من قبل فسارت وافية وشافية يزينها جمالًا تفاؤله وشعوره الداخلي بالثقة والاطمئنان له ولمن حوله…
في حواره مع موقع 30 يوم تحدث عن الشأن العماني والمصري والعربي والدولي ولمس نقاطًا عدة مهمة مثار تساؤلات الشارعين العربي والدولي.. وكان هذا الحوار.

• في البداية كيف تنظر للعلاقات المصرية العمانية؟
علاقة تاريخية ومتجزرة وفيها تدفق ونماء تمتد لأكثر من 3,500 عام، بدء من الفراعنة مرورًا بعمرو بن العاص الصحابي، والذي اصطحب معه عدد من العمانيين عند مجيئة لـ مصر، ثم الحملة الفرنسية وكيف أوقفت عمان معاهدتين مع الفرنسيين” بسبب الحملة، ودراسة الطلاب العمانيين في الأزهر الشريف وجامعات مصر حيث كانوا من أوائل الطلاب العرب قدوما لأم الدنيا، وحملوا معهم محبة للشعب المصري، وتحدث السلطان سعيد بن تيمور عام 1944 عن العلاقة بين عُمان ومصر.
والسلطان قابوس أجرى حوارًا عام 1973 تحدث عن العلاقة بين البلدين، والزيارات المتبادلة بين جلالة السلطان هيثم وفخامة الرئيس السيسي، وكانت أول زيارة لجلالة السلطان لدولة عربية لـ مصر بعد دول التعاون الخليجي وزيارة السيدة حرم جلالة السلطان هيثم إلى القاهرة وحفاوة الاستقبال من قرينة فخامة الرئيس السيسي وزيارتها للعديد من المناطق السياحية والعاصمة الإدارية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان

• هذا من الناحية التاريخية ولكن كيف ترى تطورها في السنوات الأخيرة وانعكاساتها على تقدم البلدين؟
تشهد العلاقات مزيدا من التطور والنمو في كافة المجالات بفضل الرعاية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكانت زيارة جلالة السلطان لمصر في مايو من العام الماضي بمثابة نقلة نوعية للعلاقات بين البلدين وأسست لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتعليم والقضاء.

• وما تأثير تطور العلاقات على حجم التبادل التجاري بين البلدين .. وأهم مايميزها ؟
الحكمة والاتزان عنوان العلاقات بين البلدين والتي تمتد بثقة وثبات في ظل القيادة الحكيمة للبلدين، وزاد حجم التبادل ليصل إلى أكثر من مليار دولار سنويا نسعى لمضاعفة الرقم مستقبلًا والاستفادة من الزخم والدعم من جانب قيادة البلدين.

• وكيف تنظرون سيادتكم للعيد الوطني لسلطنة عمان الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام؟
هو العيد الـ54 المجيد ويمثل للعمانيين الشئ العظيم تحت راية جلالة السلطان هيثم نظرا للإنجازات المتواصلة حيث يسجل الشعب العماني في هذه الذكرى انتصارا جديدا في قاطرة التنمية والرخاء للشعب العماني.

وفي مصر نقيم احتفالية رمزية بهذه المناسبة مع أشقاءنا المصريين والعرب والأفارقة ودول العالم حرصا منا على التضامن و التعاون لما فيه مصلحة الجميع.

• بنظرتكم الثاقبة ، كيف تُقيمون الوضع الاقتصادي لسلطنة عمان رغم أن موارد البترول والغاز أقل مقارنة بالدول الخليجية؟
نخطط لإيجاد موارد ومداخل متنوعة لاتعتمد على البترول والغاز فقط، وهناك عناصر بديلة كالتعدين التي نتميز بها بجانب استثمارات الموانئ حيث تمتد سواحلنا 3600 كم من الشمال إلى الجنوب، والصيد، وتحويل كل المناطق إلى الهيدروجين الأخضر بحيث يكون ” صفر انبعاث كربوني ” من خلال الطاقة النظيفة.

• وكيف ترى تحدي الحكومة العمانية في إحداث طفرة لوجود فجوة بين دخل المواطن العماني مقارنة بالخليجي بصفة عامة؟
المواطن العماني دخله جيد ماديا لأنه مواطن شاطر ويبحث دائما ليجدد نفسه ويطورعمله بمايناسب احتياجات السوق ومتطلبات البلد وأغلب المواطنين العمانيين الدخل الشهري لهم أحيانا يفوق المواطن الخليجي ،ولا تنسى أننا كدولة البنية الأساسية والتنمية أخذت منا الكثير وبدأت ثمارها تقطف.

• وكيف تستثمرون الطبيعة الخلابة والجو العماني في زيادة دخل البلاد؟
تتمتع سلطنة عمان بميزات قد لانجدها في دول أخرى ففيها المشتى والمصيف في نفس الوقت ودرجة الحرارة في جنوب البلاد وقت الصيف تصل لى 20 درجة ما يجعل السياح يفضلون زيارتها لتنوع مناخها بجانب تباين مواردها وهضابها وسهولها ونستهدف الوصول بعدد السياح الزائرين لعمان سنويا إلى 4 مليون سائح سنويا.

• وماهو تقيمك للأداء الاقتصادي والمالي بالسلطنة؟
تمكنت حكومة صاحب الجلالة السلطان هيثم من تحسين الأداء الاقتصادي والمالي وخفض المديونية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي حيث سجلت الإيرادات العامة للدولة حتى نهاية أغسطس 2024 نحو 8 مليارات و106 ملايين ريال عماني مرتفعة بنحو 183 مليون ريال عماني مفارنة بتسجيل 7 مليارات و923 مليون ريال عماني في الفترة ذاتها من عام 2023.

• وماهي نسب خفض الدين العام بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي؟
نجحت سلطنة عُمان في خفض نسبة الدَّين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 62.3 بالمائة في عام 2021م إلى 35 بالمائة في منتصف عام 2024م وتحقيق فائض في الميزانية لسنوات متتالية مسجلة 2.7 بالمائة و2.2 بالمائة لعامي 2022 و2023 على التوالي.

وأدى ذلك إلى تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان من قبل وكالات التصنيف الائتماني بشكل ملفتٍ للمراقبين والخبراء الاقتصاديين والماليين العالميين، إذ رفعت وكالة “ستاندرد آند بورز” في تصنيفها الائتماني الثاني عن سلطنة عُمان إلى BBB- من BB+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، وعدلت وكالة “موديز” نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من نظرة مستقرة إلى نظرة إيجابية مع تأكيد التصنيف الائتماني عند “Ba1”.. ونراهن على المستقبل.

السفير عبد الله الرحبي خلال حواره مع الزميلين صبري حافظ ومحمد حسام

• وماهو تقييم سلطنة عمان من حيث المؤشرات الدولية الاقتصادية؟
تقدمت سلطنة عُمان في العديد من المؤشرات الدولية لتحقق قفزات نوعية في بعضها، حيث ارتفعت 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية 2024م الصادر عن مؤسسة “هيرتج فاونديشن” لتحل في المرتبة الـ 56 عالميًّا بعد أن كانت في المرتبة الـ 95 عالميًّا في عام 2023م، وفي مؤشر ريادة الأعمال جاءت في المركز الـ 11 عالميًّا متقدمة 27 درجة عن ترتيبها في عام 2022م / 2023م، وحلت في المركز الـ 50 عالميًّا في مؤشر الأداء البيئي بعد أن كانت في المركز الـ 149 في تصنيف عام 2022م، وفي قطاع التعليم حققت جامعة السلطان قابوس تقدّمًا ملحوظًا في التصنيف العالمي للجامعات لعام 2025 لتحتل المركز الـ 362 متقدمة 92 مركزًا عن تصنيفها السابق.

• حدثنا عن الاستثمار في القطاعات الخضراء التي توليه الدولة العمانية اهتماما كبيرا وتراهن عليه؟
يحظى الإستثمار في ” القطاعات الخضراء ” بمكان ومكانة خاصة في رؤية عمان 2040، والتي تعد رؤية واعدة تستشرف المستقبل وتتطلع إلى مزيد من التطور لتحقيق مزيد من الإنجازات وفق منظومة عمل طموحة تساهم في صياغتها كل شرائح المجتمع العماني وهو الأمر الذي يؤكد تكامل وتناغم عمل المؤسسات والوحدات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وظهرت نتائج هذا العمل جليا في منجزات كشفت عنها مؤشرات التنافسية الدولية في مختلف المجالات اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا تحقيقًا لرؤية عمان 2040.

• تتسم السياسة العمانية بخط مختلف عن الدول الخليجية في التقارب مع إيران ودورها في التوسط لحل أزمات خليجية مع الحوثيين وغيرهم .. كيف ترى ذلك؟
سياستنا ومبادئنا احترام الجيران وعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة وهذا نابع من الدور الحضاري لعمان واليمن ذات الجذور الثقافية والحضارية، واليمن مثل الهند نجحت في نشر الإسلام في شرق أسيا ودور البحارين من خلال التجارة البحرية وتسامحها وعدم التعدي على حقوق الآخرين وهو نهج نتوارثه منذ آلاف السنين، وعقيدتنا أن أي خلاف يُحل بالحوار، والسلاح لايخلق أمنا مهما كنت تملك السلاح الأقوى والأكثر فتكا في العالم.

• وهل هناك علاقات تطبيع مع إسرائيل؟
لايوجد أي تطبيع وسعينا لخلق حوار من منطلق حل الدولتين ومرجعيات أوسلو وخلال عهد السلطان قابوس فتحنا مكتب تجاري لإسرائيل في عمان أملا في استجابة اسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، وعندما لم نجد استجابة من تل أبيب تم غلق المكتب التجاري.

وزار نتنياهو مسقط وعندما وجدنا أنه ليس لديه رغبة في حل القضية الفلسطينية أغلقنا الباب أيضا ولم نسع لأي تطبيع طالما لايوجد نية ورغبة حقيقية نحو السلام العادل على حدود الرابع من يونيو 1967.

• ماهي رؤيتكم لعودة دونالد ترامب لرئاسة أمريكا ؟
• نتطلع أن تكون الإدارة الجديدة أكثر حكمة في حل القضية الفلسطينية برمتها، لأن حلها يعني الاستقرار والتنمية ليس للمنطقة فحسب وإنما لكل دول العالم، وسياسة ترامب ذات بعد اقتصادي، ونأمل أن تكون هناك نظرة مختلفة ونوايا صادقة لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية ومن دون هذا الحل فلا أمل في استقرار المنطقة.

• وماهو انطباعكم على قرارات الجامعة العربية في القمة الأخيرة؟
القرارات قوية ومهمة ولكن الأهم التنفيذ ووقوف العالم كله ضد من يحاول خطف العالم كله وتكبيله، في سبيل مصالحه الخاصة والبقاء بالسلطة.

• ماهو رأي السفير الرحبي، فيما تمر به مصر حاليا من أزمة اقتصادية ؟
التضخم موجود في كل العالم، والجميع يعاني حتى أمريكا، ولكنني فخور بما يحدث في مصر، وخلال 8 سنوات تحققت طفرة في المدن والبنية التحتية التي كانت قد تهالكت تماما وكان لابد من إعادة البناء من جديد سواء بنية أو مدن وخلافه، وأبسط شئ كانت المسافة قبل أربع سنوات تستغرق بين إقامتي في السادس من أكتوبر حتى مقر السفارة بحي الزمالك ساعتين ، حاليا تستغرق 35 دقيقة فقط ، بالإضافة إلى الصناعات التي تم إحيائها مرة أخرى والنهضة الزراعية وزيادة نسبة الصادرات، إضافة إلى أن الزيادة السكانية الرهيبة تلتهم ثمرة أي تنمية.

• وكيف ترى أزمة اللاجئين في مصر وتحمل المصريين مالا يطيق بعد انخراطهم واندماجهم بين فئات الشعب المصري رغم الأزمة الاقتصادية؟
• هذا هو دور مصر، ومصر لاتكون مصر إذا لم تقم بدورها لجيرانها من العرب فهي أم الدنيا ، وهذا هو قدر مصر التي لاتئن يوما من احتضان الأشقاء مهما كانت الظروف صعبة والحياة متأزمة.

السفير عبد الله الرحبي في سطور

– في ديسمبر 2020، أصدر السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، مرسوماً سلطانياً، بتعيين السفير عبد الله بن ناصر بن مسلم الرحبى سفيراً لدى مصر ومندوباً دائماً للسلطنة لدى الجامعة العربية.

– شغل من قبل الرحبى سفيراً للسلطنة فوق العادة ومفوضاً لدى دولة الإمارات العربية المتحدة فى مارس 2020.

– مندوب السلطنة الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة الدائم فى جنيف فى يونيو 2012، والمندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى منظمة التجارة العالمية.

– شغل من قبل منصب الملحق الثقافي بسفارة السلطنة فى الأردن.

– كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة عُمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان فى مارس 2005، ورئيساً تنفيذياً لمؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان فى يوليو 2006، ورئيس تحرير صحيفة عُمان اليومية.

– منحه الدكتور تيدروس مدير عام منظمة الصحة العالمية، شهادة المنظمة تقديرا لدوره في تعزيز العلاقة والتعاون مع المنظمة.

موضوعات متعلقة : 

السفير عبد الله الرحبي : العلاقات العُمانية المصرية تنمو وتزدهر في كافة المجالات

رئيس البرلمان العربي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

سفير سلطنة عمان بالقاهرة: وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ضرورة ملحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى