رياضةكُتّاب وآراء

لواء دكتور محمد الحسيني يكتب : فضيحة التصريحات الزائفة عن الزمالك وكذب التاريخ

في عالم الرياضة،تتقاطع الألوان والقلوب مع التحديات، نرى بعض الأصوات تخرج لتروّج لأفكار قد تكون بعيدة عن الواقع. لم أكن أتوقع أن يصل بنا الحال إلى تصدير صورة مُشوهة عن بعض الأندية العريقة في مصر، وتحديدًا نادي الزمالك، الذي رغم احترامنا الكبير لتاريخه، إلا أن بعض التصريحات الأخيرة قد تجعلك تشكك في حقيقة نوايا من يُطلقها. اليوم، يتداول البعض كلمات مبالغ فيها، تدعي أن نادي الزمالك هو الأبرز في مصر، بينما الأرقام لا تكذب، والتاريخ لا يغفل. فهل سنقبل أن نتغاضى عن الحقائق الواضحة التي لا يمكن لأي حديث مرسل أن يُخفيها؟ أعتقد أن على الجميع أن يتوقف لحظة ويتمعن فيما يقوله.

أولاً، تصريحات حسين لبيب، رئيس نادي الزمالك، الأخيرة التي زعم فيها أن “الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر” تستحق المراجعة.

إذا كان المقصود أن الزمالك من الأندية العريقة، فهذا أمر لا يختلف عليه أحد، لكن عندما نأتي إلى الأرقام، نجد أن الأهلي هو الأكثر تتويجًا بالبطولات المحلية والقارية. فالأهلي حصل على الدوري المصري 44 مرة، وهو ضعف عدد مرات الفوز بالبطولة نفسها لجميع النوادي المصرية بما فيهم نادي الزمالك “20 بطولة”،

الذي لم يتجاوز 12 مرة. وفي كأس مصر، حقق الأهلي 39 بطولة بينما الزمالك فاز بها 28 مرة فقط. وإذا نظرنا إلى السوبر المصري، نجد أن الأهلي فاز به 15 مرة مقابل 5 مرات للزمالك، وفي السوبر الإفريقي، الأهلي يتفوق بـ 8 مرات بينما الزمالك 5 مرات فقط. حتى في دوري أبطال أفريقيا، سجل الأهلي 12 فوزًا بالبطولة، بينما الزمالك حصل عليها 5 مرات فقط. هل هذا يعني أن نادي الزمالك هو “أكبر قلعة رياضية” كما يدّعي رئيسه؟ الحقيقة تقول غير ذلك.

ثانيًا، تصريح عمرو الدرديري حول “بطولة نصف أندية العالم” التي زعم أن الزمالك حققها في 1986 لا يعدو كونه مجرد خرافة.

في الحقيقة، البطولة التي تحدث عنها الدرديري كانت فوز الأهلي ببطولة أندية العالم في القارات، والتي جمع فيها بين بطل إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. ورغم أن الدرديري حاول التشكيك في قيمة هذه البطولة، إلا أن الفيفا نفسه هنّأ الأهلي على هذا الإنجاز، والميداليات التي حصل عليها الفريق كانت تحمل شعار الفيفا، مما يؤكد أن الحديث عن “بطولة نصف أندية العالم” التي تزامن مع فوز الأهلي كان محض تفوق لا يمكن لأحد نكرانه.

ثالثًا، تصريحات أحمد حسام ميدو التي تثير السخرية والتي ذكر فيها أن نادي الزمالك لا يمتلك الأموال لدفع مكافآت لاعبيه بعد تحقيقه ثلاث بطولات.

من غير المنطقي أن يتحدث شخص مثل ميدو عن الأوضاع المالية للنادي بهذه الطريقة، خاصة أن الزمالك قد حقق هذا العام ثلاثة بطولات بينما الأهلي حقق 27 بطولة. هنا، ليس فقط التفاوت في الأعداد، بل الواقع الاقتصادي والمالي لا يدع مجالًا للمقارنة. يبدو أن بعض الأشخاص يعانون من تراجع الوعي الرياضي ويخلطون الأمور بين النجاحات الحقيقية والأزمات المالية التي يمكن أن تواجه أي فريق.

رابعًا، تصريحات عفت نصار التي ادعى فيها أن الأهلي قد فاز بالبطولات بسبب مساعدة الحكام.

إذا كان الأهلي قد فاز بـ 154 بطولة منذ نشأته في عام 1907، هل يعقل أن يكون “الحكام” هم من يحققون له كل هذه الانتصارات؟ إذا كان الحكام يتدخلون في النتائج بهذه الطريقة، فكيف يمكن تفسير السيطرة المستمرة للأهلي على البطولات القارية والمحلية؟ من المفترض أن الجميع في كرة القدم يعترف بأن الأخطاء التحكيمية قد تحدث، ولكن لا يمكن أن تُختصر كل إنجازات الأهلي في تحكم الحكام. نعلم جميعًا أن الأهلي حقق نجاحاته بفضل الأداء القوي والمثابرة على أرض الملعب.

وفي النهاية، حين نتحدث عن الأندية المصرية، لا يمكننا إغفال الحقائق والأرقام التي تبرز مع مرور الزمن.

الزمالك نادي عريق، ولكن لا يمكن أن نتغاضى عن حقيقة أن الأهلي هو الأكثر تحقيقًا للإنجازات في تاريخ الكرة المصرية. في هذا السياق، فإن التصريحات المضللة أو المشوشة لا تقدم أي خدمة للرياضة المصرية بل تؤثر على فهم الأجيال الجديدة للحقائق التاريخية. الأرقام لا تكذب، والواقع أكبر من الكلمات المنمقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى