الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: سقطت في حفرة بايدن
خسرت كامالا هاريس السباق نحو البيت الأبيض لأنها قبلت بأن تكون بديلاً للرئيس المبعد جو بايدن، فهي لم تدخل مراحل الاختيار الاعتيادية التي عرفتها أمريكا، لم تترشح وتتنافس مع زملائها، ولم تنتقل بين الولايات طالبة التأييد من الأعضاء، ولم تصل إلى المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، هي جاءت في الوقت الضائع.
وبعد أن انقلب كبار شخصيات الحزب والداعمين على الرئيس المتمسك بإعادة الترشح ومواجهة ترامب، والرافض لترشح نائبته التي قال إنها لا تصلح للرئاسة وستهزم، ولولا هفوات بايدن المتكررة ما تحركت «نانسي بيلوسي»، وضغطت مع قيادات أخرى حتى وصلت إلى مرحلة التهديد بسحب الثقة من الرئيس واختيار مرشح آخر قد يتدارك وقوع الهزيمة.
خسرت كامالا هاريس لأنها وافقت على تمثيل الحزب قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، ظناً منها بأن الفرصة التي لا تتكرر يجب أن تستغل، ولم تلتفت إلى الحفرة التي حفرها لها بايدن، فهو مجبر على الانسحاب بعد كل ما سمعه من أصدقائه.
وقال في داخله «علي وعلى أعدائي»، فوافق على الانسحاب بعد أن منح كامالا تأييده المطلق لأن تكون مكانه، ولم تربط ما بين تزكيتها وموقفه السابق حول عدم صلاحيتها، ولقن بايدن الحزب درساً استعاره من «نيرون» الروماني، وهدم المعبد الديمقراطي على رؤوس الجميع!
وخسرت كامالا هاريس لأنها اختصرت الرئاسة في قضايا هامشية قد تهم فئات معينة، ولكنها لا ترقى إلى مستوى من يريد أن يجلس على كرسي المكتب البيضاوي، مثل قضية حرية الإجهاض، وتمكين المنحرفين المثليين، وتناست أهم قضية تشغل بال الأمريكان، وهي الاقتصاد .والذي تدهور في السنوات الأربع لإدارة الرئيس بايدن، وهي شريكة في هذه الإدارة وتتحمل نصيبها من فشلها، والناس يريدون رئيساً يعيدهم إلى الحياة المعيشية التي كانوا عليها، رئيس يواجه المنغصات ويقضي عليها، وكامالا هاريس لا تملك مقومات الرئيس، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءها الرد الحاسم من صناديق الاقتراع.