الدنيا والابتلاء
الدنيا مخلوقة لابتلاء الخلق، الابتلاء لا يُذم لذاته، بل يذم السقوط فيه والفشل، وقد يكون الابتلاء جسرًا لنيل أعظم الجزاء في الجنة إن أحسن العمل…
الأمر كله لله
قد تأخذ بالأسباب ولا يشاء الله نصرك، فـ زكريا ويحيى عليهما السلام ذُبحا، وأراد قوم عيسى صلبه فرفعه الله إليه ،في حين ملكَ الأرض داود وسليمان، ومكَّن لنبيه محمد صلّ الله عليه وسلم…
هكذا تتنوع نتائج دعوات الأنبياء مع تحقيقهم عبودية واحدة، فثواب العبد على أداء الواجب لا بلوغ الهدف…
الرب رب والعبد عبد
ليس للعبد أو من مهماته تحديد ساعة الفرج ،ولا موعد النهايات ومصارع الطغاة بل الأمر في هذا لله وحده الذي قال الله لحبيبه صلّ الله عليه وسلم ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ فالاحتمالان إذن قائمان: أن ترى نهاية عدوك أو ألّا تراها، والخطاب هنا لورثته من بعده إن أصابهم ضعف أو تملَّك منهم يأس…
معرفة حكمة الله في الأحداث
معرفتنا بالحكمة الربانية محدودة، وقد تغيب عنا حكمة الله وإن اقتربنا منه، فالملائكة مع قربهم من الله، لم يعلموا الحكمة من خلق مَنْ يفسد في الأرض قائلين: ﴿أتَجْعَلُ فِيها مَن يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ﴾
و كلما ازداد العبد قربًا من الله، ازدادت معرفته بالحكمة الربانية، واستدل بما عرف منها على ما لم يعرف، والمؤمنون فقط يتأملون حكمة الله في ما يجري حولهم ،ليعرفوا ما هو الواجب عليهم…
البذل درجات وكذلك الجنة
الجنة درجات، بل 100 درجة يقابلها 100 درجة من درجات البذل والعطاء، فمِنْ مستمسك بالحق وحده، ومن داعٍ إليه، إلى مُضحٍّ في سبيله بوقته، والأعلى منه المضحّي بماله ونفسه، وكلما كان البذل أعظم كانت درجة العبد في الجنة أعلى …
و إذا كان دخول الجنة برحمة الله، فإن بلوغ درجاتها بحسب قوة البذل وشدة التضحية، بعد الإيمان طبعا.. ﴿وَفِی ذَ ٰلِكَ فَلۡیَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَـٰفِسُونَ﴾.. صدق الله العظيم.