وزير الثقافة العماني ذي يزن: مسقط تحتضن أكبر تجمع لصناديق الثروة السيادية وتفتح ذراعيها أمام الاستثمارات العالمية – صور
إيلون ماسك: أهمية إعطاء الأولوية للمبادئ الإنسانية والأبعاد الأخلاقية عند تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
كتب- أحمد عناني:
رعى وزير الثقافة والرياضة والشباب ،ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد، افتتاح الاجتماع السنوي السادس عشر للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي تستضيفه سلطنة عمان ويُعدّ الأكبر في تاريخ المنتدى منذ تأسيسه في عام ٢٠٠٩م، حيث يشارك فيه رؤساء وأعضاء أكثر من خمسين صندوقًا سياديًا من ٤٦ دولة حول العالم في مسقط، بحضور نخبة من أبرز المتحدثين على المستويين العالمي والإقليمي، ومنهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي سبيس إكس وتسلا الذي شارك بصورة افتراضية (عن بُعد)، و المهندس سالم العوفي وزير الطاقة والمعادن، وعبدالسلام المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، إلى جانب روبرت سميث أثرى أمريكي من أصول أفريقية، وانطونيو كراسيس الرئيس التنفيذي لشركة فالور، ، ويان يو المستشارة القانونية في صندوق النقد الدولي.
وأكد ذي يزن بن هيثم آل سعيد بأن احتضان الاجتماع تتجلّى فيه مكانة سلطنة عمان العالية بين الأمم، وقدرتها الكبيرة على بناء جسور التعاون وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع الجميع، مؤكدا سموه بأن اختيارها لاستضافة هذا الحدث المهم شهادة ناصعة على استيفائها للمعايير العالمية في الحوكمة والاستدامة، والالتزام بها في إدارة الثروات، وبراعة تنميتها واستثمارها.
وقال: “من حسن الطالع أن تأتي هذه الاستضافة وسلطنتنا استطاعت -بفضل من الله عز وجل ثم برؤية ثاقبة من سلطانها المعظّم- اجتياز دروب التحديات الاقتصادية بخطى ثابتة، وليس أدلّ على ذلك من نجاحها في إعادة تصنيفها الائتماني كدولة ذات درجة استثمارية؛ لتواصل مسارات الاستقرار والازدهار، وتفتح ذراعيها أمام الاستثمارات العالمية، مرتكزةً على إرث كبير، ورؤية مستقبلية طموحة، وفرص واعدة فريدة في جميع القطاعات الحيوية”.
وأضاف “نحن نرى بأن هذا الاجتماع ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو فرصة ثمينة وسانحة لاستعراض الإمكانات الاستثمارية المتنوعة التي تزخر بها بلادنا الطيبة، وتعزيز العلاقات مع مختلف الصناديق السيادية في دول العالم، وبناء شراكات إستراتيجية معها تعود بالنفع على الجميع، وتسهم في تحقيق رؤية عُمان 2040 الطموحة التي تنطلق من حاضر زاهر، وتؤسس لغدٍ مشرقٍ تستنير به أجيالنا القادمة؛ بفضل حكمة قائدنا الحكيم، ورؤيته السديدة”.
وقال عبدالسلام المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني بأن المحافظ الاستثمارية للجهاز تُسهم بصورة مباشرة في دعم الاقتصاد الوطني، وصناعة فرص التوظيف والأعمال، وتطوير صناعات المستقبل، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، حيث عزز ذلك من تأكيد مكانة سلطنة عمان، ورفع تصنيفها إلى مستوى الجدارة الائتمانية؛ مما يعكس قوة الوضع المالي للبلاد، وشفافية عمليات الجهاز، مؤكدًا معاليه بأن الاستضافة تُعد فرصةً فريدة للتعرف إلى المقومات الاستثمارية التي تتمتع بها السلطنة، وإبراز سعيها والتزامها بتحقيق شراكات استثمارية مستدامة مع أكبر صناديق الثروة السيادية العالمية، وعملها الدؤوب في فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف القطاعات وجعل عُمان أرضا خصبة جاذبة للاستثمارات”.
وأشار عبيد عمران رئيس مجلس إدارة المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية إلى أن العصر الحالي مليء بالتغيرات والتقلبات الاقتصادية على الصعيد العالمي، ومن ذلك بروز الذكاء الاصطناعي في بيئة سريعة التطور كرمز للأمل، لكنه في الجانب الآخر قد يكون سببا لتحديات وتهديدات واسعة؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع مواكبة السرعة باتخاذ قرارات حكيمة وحذرة تسهم في الحد من ارتفاع التهديدات السيبرانية، واستخدام الذكاء الاصطناعي بصورة إستراتيجية ومسؤولة، بهدف تحقيق التوازن بين استثمار هذه الفرص والتطورات التقنية، والمسؤولية في الحفاظ على الاستقرار المالي العالمي، إلى جانب تعزيز مبادئ سانتياغو والحوكمة السليمة، والتطلع نحو مستقبل أكثر إشراقًا وطموحًا.
إيلون ماسك
وفي حوار افتراضي تحدث رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن الابتكار والذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للتغيير والاستدامة في الاقتصاد العالمي، حيث قال: من المهم أن تُعطى الأولوية للمبادئ الإنسانية والأبعاد الأخلاقية المرتبطة بالأمان في التوجه الحالي لإنشاء وتطوير تقنيات الذكاء الاقتصادي”، مؤكدًا الأهمية القصوى لاستثمار صناديق الثروة السيادية في مشروعات تنموية مستدامة في قطاعات الابتكار والذكاء الاصطناعي، مشددا في الوقت نفسه على دور التقنية الحديثة في تعزيز الاستثمارات وتحقيق العوائد الاقتصادية للدول.
وخصص جهاز الاستثمار العماني المندوس العُماني شعارًا للاجتماع، والذي يستلهم من الجذور العميقة في التراث العماني، حيث يستخدمه العمانيون عبر التاريخ لحفظ أغلى ممتلكاتهم، بما في ذلك الأموال والمجوهرات والمقتنيات الثمينة. كما يعكس المندوس الارتباط العاطفي والثقة التي يضعها العُمانيون في محتوياته، ويعد قفله رمزًا قويًا للأمان وحفظ الثروة، وهي قيم تتماشى بصورة وثيقة مع مبادئ صناديق الثروة السيادية التي تسعى إلى ضمان الحفاظ على الثروات، وازدهارها على المدى الطويل للأجيال القادمة كما تعزز التوجهات الاستثمارية لسلطنة عُمان نحو تحقيق النمو المستدام وحماية ثروات الأجيال، وتسلط الضوء على الموقع الإستراتيجي المطل على البحار كمركز للتواصل والترحيب بالمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
وتوثّق العملة التذكارية التي أصدرها جهاز الاستثمار العماني بالتعاون مع البنك المركزي العماني للاستضافة، وهي تعكس جوهر الفن العربي الأصيل وتاريخ عمان البحري العريق، من خلال تصميم استثنائي يُبرز إبداع العمانيين وتراثهم الثقافي الغني، وتجسد عناصر رئيسة من التراث العماني هي ميناء خور روري في سمهرم بمحافظة ظفار، الذي كان مركزًا رئيسًا للتجارة في العصور القديمة، وشجرة اللبان، التي انتشر عطرها وصمغها الثمين إلى مختلف الحضارات حول العالم، وسفينة الغنجة التي تمثل قوة الأسطول البحري العماني التاريخي، ومدينة مسقط، رمز العراقة التاريخية لسلطنة عمان، بالإضافة إلى نقوش فنية مستوحاة من الزخارف الفنية المتقنة التي تزين الصندوق العماني التقليدي (المندوس) وحزام الخنجر العماني، وتُعد أول عملة تذكارية يصدرها البنك المركزي العماني منذ أربع سنوات، والأولى التي تحمل رقمًا تسلسليًا فريدًا؛ مما يجعلها تحفة نادرة يتسابق عليها هواة جمع العملات، ويهدف إصدارها إلى أن تكون تذكارًا مميزًا لضيوف المنتدى، يحفزهم على اكتشاف المزيد من كنوز عمان الفريدة.
ويؤكد الطابع البريدي بمناسبة الاستضافة أن “عُمان أرض الفرص”، معززًا الهوية العُمانية المتأصلة في الترحيب بالضيوف، حيث يبرز على يمينه باب عُماني يعزز الهوية في كرم الضيافة، ويظهر بداخله شعار الاجتماع المُستوحى من المندوس العُماني، وأسفله قلعة الميراني وميناء مسقط القديم وسفينة البدن العمانية التي تُجسّد جميعها الثراء الثقافي والتاريخي والتجاري لسلطنة عمان. ويجسّد اللبان العُماني في الجزء الأسفل من الطابع الحراك التجاري الذي شهدته سلطنة عمان منذ القدم؛ حيث كان اللبان سلعة أساسية لطريق البخور، وتُستخدم في نقله إلى الأسواق العالمية سفينة البغلة التجارية. ويتوزع على الجانب الأيسر من العمل الفني مجموعة من المشروعات التي ترمز إلى قطاعات اقتصادية واعدة في سلطنة عمان، وترتبط برؤية عمان 2040، وبالإستراتيجية الاستثمارية لجهاز الاستثمار العماني، وتوفّر فرصًا كبيرة لجذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي؛ فمنتجع أليلا الجبل الأخضر يرمز إلى القطاع السياحي، بينما ترمز محطتا طاقة الرياح وتوليد الطاقة الشمسية، ومشروع الطاقة الهيدروجينية، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة أوكيو إلى قطاعات الطاقة بمختلف أنواعها. ويشير ميناء صلالة إلى الاهتمام بقطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى الذي يستمر حتى بعد غد الأربعاء 6 نوفمبر 2024م مجموعة ثرية من الجلسات الحوارية والاجتماعات، حيث سيناقش المشاركون الموضوعات الأكثر أهمية في عالم الاستثمار، بما في ذلك تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد. كما سيتم انتخاب مجلس إدارة جديد للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية.
وحرص جهاز الاستثمار العماني على تقديم تجربة استثنائية متكاملة تعرف المشاركين في المنتدى بثقافة سلطنة عمان وتاريخها الغني، حيث يتضمن الجدول جولات سياحية لمعالم تاريخية وحضارية تشمل دار الأوبرا السلطانية، ومدينة مسقط القديمة وقلعة الميراني ومدينة نزوى ومتحف عمان عبر الزمان.