اللبناني وليد عماد يكتب: لبنان ” العبقري”متنوع الطبيعة والبشر والإبداع
الطبيعة الكونية في لبنان تتنوع وتكشف صنع الخالق العظيم في لبنان، تنوع التربة الفكرية والفنية والاجتماعية بين أبنائه.
غير أن هذا التنوع رغم ما يموج به من تناقض فريد إلا أنه يمثل نسيجا اجتماعيا مدهشا بفعل ما يتمتع به لبنان من حرية وانفتاح على الآخر، خلق روحا خاصة نادرا ما تتواجد في بلد عربي آخر
ورغم صغر مساحة لبنان إلا أن الطبيعة منحته ثراء في مناخه وأرضه، حيث يمتزج اللون الأزرق لبحره المتوسط، ببياض الثلوج فوق قمم جباله، واللون الأخضر للمروج، مع الجبال الصخرية والوديان الساكنة التي تنساب في أحضانها مياه الأنهار وتتفجر من جنباتها الشلالات فتنمو غابات صنوبر وتترعرع البسايتن وتتزين باشجار الكروم .
عشاق الطبيعة خاصة عشاق التزلج شتاء يستمتعون بتسلق قمم الجبال البيضاء، بينما يسمتع هواة التراث المعماري بمشاهدة العديد من المناطق التراثية مثل دير القمر التي يزين القرميد الأحمر أسقفها وجامع الأمير فخر الدين وقصور آل باز كما يستمتعون بجبال الأرز والصنوبر وروابي الجبل وهي تغطي الباروك .
ويحظى عشاق الأبراج والكنائس القديمة بمشاهدة آثار منطقة عين زحلتا، البرج وكنيسة القديس نيقولا ودير القديس كيريلس ومناجم رمل الزجاج الأبيض وتأتي القمم الشاهقة المزينة بالثلوج وبغابة الأرز الخالد لتمتع عشاق الطبيعة، وهو الأرز الذي اتخذه الشعب اللبناني رمزا” وشعارا”لخلوده وصموده.
أما منطقة الحازمية، فتضم أطلالا رومانية أقيمت فوق مجرى نهر بيروت فتهدم بعضها ولم يبق منها إلا بعض القناطر تعرف باسم قناطر زبيدة.
في حين تحظى منطقة قرطبا بالكتابات المنقوشة التي تعود إلى العصر الروماني، ومثلها منطقة العاقورة وهي بلدة أثرية غنية بالكتابات والنقوش التي تعود إلى العصر الروماني ، كما تضم طريقا رومانية وكنائس قديمة.
وتتعدد مصايف لبنان ومنها مصيف حمانا الذي يرتبط اسمها باسم الشاعر الفرنسي لامارتين الذي زارها ووصف قصر المقدمين وصفا رائعا وصنفه في المرتبة الثانية بعد قصر الأمير بشير الشهابي في بيت الدين.
وعبقرية الطبيعة اللبنانية أنجبت كبار الموسيقيين مثل عاصي ومنصور الرحباني، اللذين شكلا الهوية اللبنانية عبر الفلكلور وتتوالى أجيال عباقرة الموسيقى مثل زكي ناصيف وتعبيره عن الضيعة، وزياد الرحباني وعبقريته في الموسيقى الغربية خاصة الجاز، الموسيقار فليمون وهبة، وتوفيق الباشا، ومارسيل خليفة، وملحم بركات .. وغيرهم.
كما صدّرت لبنان شعراءها ومفكريها وكتابها لكل مكان في العالم من خلال شعراء الرابطة القلمية مثل جبران خليل جبران صاحب الأنشودة الخالدة:
ليس في الغابات حزنٌ لا و لا فيها الهمومْ
فإذا هبّ نسيمٌ لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
و غيوم النفس تبدو من ثناياها النجومْ
أعطني الناي و غنِّ فالغنا يمحو المحنْ
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمنْ