الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: أيهما أفضل
الشأن الأمريكي يهمنا، وشخصية الرئيس القادم إلى البيت الأبيض تهمنا، ولو كان بيدي لطالبت الكونغرس بإصدار تشريع يسمح لسكان المناطق التي «تحشر» الولايات المتحدة نفسها في تفاصيل حياتها بالتصويت لاختيار الرئيس!
نريد أن يفوز الأحسن، صاحب الضمير الحي، من يؤمن بأن البشر متساوون في الحقوق والواجبات، ويرفض التمييز بين جنس وجنس آخر، ولا يفضل عرقاً على الأعراق الأخرى، ويمكنه أن يقول للمخطئ أخطأت، وللمصيب أصبت، تتساوى كفتا ميزانه، ولا يكون من الذين يخسرون الميزان، لنفسه ولحلفائه، نريده نزيهاً وعادلاً يحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه، فإذا كان اختيارنا سيئاً تحملنا النتائج، على عكس ما يحدث الآن، حيث يتسبب رئيس ضعيف وشبه عاجز أو متردد أو منحاز، في إشعال حروب وتغذية اضطرابات ودمار وتشريد، وتتأذى شعوب بريئة نتيجة تصرفات رؤساء أمريكا المتعاقبين، ويكفينا النظر إلى أوكرانيا وغزة ولبنان، حتى نسترجع التدخلات السافرة في شؤون دول ومناطق في العالم.
هذه وجهة نظر، أقولها رغم قناعتي باستحالة تحققها، فالحديث هنا يخص الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التي حلت مكان أوروبا بعد إنقاذها من هتلر، و«التحرش» بها خطر يجب أن يتجنبه كل من يؤثر السلامة، لهذا نتنازل عن فكرة التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أسبوع واحد، أما الأمنيات فهي ملك لنا، مدفونة في صدورنا، ولن يؤاخذنا أحد عليها، فهي مجرد أمنيات، تمنيناها أيام ترشح جورج بوش الأب، ثم جورج بوش الابن، ثم باراك أوباما، ثم ترامب وجو بايدن، تحقق بعضها، ولم يتحقق البعض الآخر، أما النتائج التي عقدنا الآمال عليها فقد خابت جميعها، والسبب واحد، خاصة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، كما يحلو لهم أن يسموها، وهي المنطقة العربية كما نعرفها، وهو أن الولايات المتحدة لا تتغير بتغير الرؤساء، بل بمقياس المصالح، ونحن عندما نتمنى ننظر إلى ذلك المقياس، ونحاول أن نستنتج أي مرشح أفضل من الآخر!