صبري حافظ يكتب: مهزلة أساءت للجميع
ما حدث من ثلاثى الزمالك مصطفى شلبى وعماد دونجا ومدير الكرة عقب مباراة بيراميدز فى الإمارات، يدعو للأسى والترحم على أيام الزمن الجميل، كان اللاعب المصرى مضغوطًا أو مهزومًا يحاول التلطيف وإبراز صورة مصر الجميلة فى الخارج وإن اعتاد الخروج عن النص فى الملاعب المصرية.
فى الدول الخليجية، نظام معمول به ويطبق القانون بحذافيره على الصغير والكبير والرئيس والمرؤوس، ولأننا اعتدنا كسر النظام والقواعد فى مصر، لم يكن غريبا أن يقوم اللاعب الثائر -بسبب تغييره لسوء أدائه- بإثارة أزمة خلال المباراة -وهو خارج- وبعدها، لهدم المعبد على من فيه!
كان مشهدا مشينًا أن يعتدى اللاعب الثائر على رجل أمن فى مشهد مأساوى، وتناسى ومن معه أنهم ضيوف وعليهم احترام نظام وقوانين الدول الشقيقة التى تحتضن الفرق المصرية وتحمل كل ود وتقدير واحترام لكل المصريين.
وزاد الطين بلّة أن ينضم مدير الكرة للحملة الشرسة للإجهاز نهائيا على رجل الأمن بدلا من التهدئة، وكنت قبل فترة طالبت برحيله من منصبه «الحسّاس» بسبب مواقف عدة واختتمها فى الإمارات بالفوز بلقب جديد!
وما يصيبك بالصدمة تصريحات رئيس النادى واصفًا ما حدث بـ«المؤامرة» ضد الزمالك لأن من سوء حظ المعتدى عليه أنه يرتدى فانلة «حمراء»! وبصرف النظر عن اللون الذى يرتديه رجل الأمن أو انتماءاته فهذا لا يستدعى نظرية المؤامرة والتسلح بها ضد الآخرين، والفاصل فى هذه المواقف، هل الممر المؤدى للجماهير مسموح المرور فيه والوصول لهم، أو ممنوع حفاظا على اللاعبين؟
والغريب والمدهش أن تتمحور نظرية المؤامرة ويتضاعف حجمها ويصبح كل من فى الملعب والمسئولون أهلاوية أرادوا إفساد فرحة الزملكاوية!
ولأن رجل الأمن الذى تعرض للإهانة و«التلطيش» أراد أن يحترم نفسه ويعيد لها الكرامة فتمسك بتحرير المحضر والسير فى خطواته وحبس المعتدين، وتدخل السفير والقريب والبعيد مع ترديد نغمة المؤامرة لإبعاد الزمالك عن الفوز بكأس السوبر حتى تنازل الرجل عن البلاغ!
وكعادته خرج المتحدث الرسمى لمجلس الإدارة مع بداية الأزمة مهددا بانسحاب الزمالك أمام الأهلى والعودة إلى مصر!
وبات المتحدث الرسمى لا يُرى تلفازيا أو من خلال بيان إلّا ويعلن الانسحاب وخاصة أمام الأهلى مثلما حدث وخرج من قبل متحدثا ومهددا كما عودنا بين توجه النية ثم القرار الحاسم بالانسحاب فى مباراة الاعتراض على عدم تكافؤ الفرص والهروب من مواجهة الأهلى فى الدورى الموسم المنصرم، ثم العودة ثانية وخوض مباراة سيراميكا، ولم يغير الـ«تهويش» بالانسحاب وقتها من الواقع فى شىء ونفّذت رابطة الأندية قراراتها! مثلما تراجع وسيلعب مباراة الأهلى بالسوبر.
أحد الأسباب الرئيسية فى تقدم وتطور الدول الخليجية ليس غناها المادى فقط وإنما تطبيق القانون على الجميع، فكثير من الدول مداخلها ومواردها متعددة ولكنها تعانى الانكسار ولا يظهر على مواطنيها ما تكنزه هذه الدول من موارد طبيعية وثروات هائلة.
تطبيق القانون ضمانة لاستمرار وحماية المجتمع، وتطوره وازدهاره، وعثراتنا وإحدى نكساتها الفوضى وغياب القانون والعشوائية فى كل شىء! وإلى لقاء آخر فى مهزلة جديدة داخل أوخارج الديار ورفع شعار «المؤامرة»!!