كُتّاب وآراء

التونسية إسلام الجموسي حرم خماخم تكتب : رحلتي مع السرطان .. وكيف تغلبت عليه

عندما يُشخَّص الشخص بمرض السرطان، يمر بتغيرات نفسية عميقة ومعقدة.

فإلى جانب الأثر الجسدي، يتطلب المرض مقاومة نفسية قوية لتجاوز الصدمة الأولى ومواجهة رحلة العلاج.

مشاعر مثل الخوف، والقلق، والاكتئاب قد تسيطر على المريض، حيث يبدأ بالتفكير في مستقبله، حياته الشخصية، وأحبائه.

ولكن على الرغم من هذه التحديات، فإن الأمل دائمًا يمكن أن يكون مصدر قوة عظيمة.

السرطان ليس مجرد معركة جسدية، إنه اختبار للنفس، في الكثير من الأحيان، يحتاج المريض إلى دعم نفسي يساعده على مواجهة الخوف والتغلب على الشعور بالعجز.

التحدث مع مختصين نفسيين، مشاركة التجربة مع من مروا بها، والحصول على دعم من الأهل والأصدقاء يلعب دورًا مهمًا في تقوية النفسية.

عندما يواجه الإنسان مرضًا مثل السرطان، تبدو الحياة في بعض الأحيان وكأنها توقفت فجأة، والآمال قد تلاشت.

لكن الحقيقة أن الأمل هو أعظم سلاح يمكننا استخدامه في مواجهة المرض.

الأمل ليس مجرد شعور عابر أو كلمة مريحة، بل هو قوة حقيقية تدفعنا نحو الاستمرار والمضي قدمًا، حتى في أحلك اللحظات.

مررت بتجربة السرطان ، والرحلة معه مليئة بالتحديات، ليس فقط الجسدية بل النفسية أيضًا. في البداية، كانت الصدمة كبيرة، والأسئلة لا تنتهي: “لماذا أنا؟”، “هل سأتمكن من الشفاء؟”، “ماذا سيحدث لعائلتي؟”. كان الخوف يتسلل إلى كل زاوية من حياتي. لكن وسط كل تلك التساؤلات، وجدت شعاعًا من الأمل.

هذا الشعاع كان عائلتي أمي وأبي وزوجي وبناتي، وأخي، وأخواتي، وكل العائلة، وأصدقائي، وكل الأحبة، كانوا هم من أعطوني القوة لأواصل القتال.

أمي وأبي كانوا بمثابة الدعم العاطفي الذي احتجته بشدة.

لم يكونوا فقط يقدمون لي الرعاية، بل كانوا مصدر إلهام لي.

كلماتهم المشجعة، لمساتهم الحنونة، ووجودهم المستمر جعلني أشعر أنني لست وحدي في هذه المعركة.

كانوا دائمًا يذكرونني بأن الحياة مليئة بالفرص، وأن المرض ليس النهاية بل بداية جديدة، بداية لاكتشاف القوة الداخلية والقدرة على التغلب على التحديات.

أصدقائي أيضًا كانوا جزءًا لا يتجزأ من رحلتي.

كانوا يعرفون كيف يرفعون من معنوياتي، سواء عبر زياراتهم، أو الرسائل التي كانت تحمل في طياتها دعمًا معنويًا هائلًا.

كانوا هناك في كل لحظة، يقدمون لي الأمل في أحلك الأوقات، ويذكرونني بأنني قوية بما يكفي لمواجهة هذا المرض.

تعلمت من هذه التجربة أن الأمل لا ينبع فقط من الشفاء الجسدي، بل من الشعور بأنك محاط بأشخاص يحبونك ويؤمنون بك.

هذا الحب هو ما يعطينا القدرة على التحمل، وعلى رؤية الضوء في نهاية النفق، حتى عندما يبدو الطريق طويلًا ووعرًا.

رسالتي لكل من يمر بهذه التجربة: تذكر أن الأمل هو مفتاح القوة. حتى في الأيام التي تشعر فيها بالضعف، ابحث عن بصيص الأمل في كل شيء من حولك.

استمد قوتك من عائلتك، أصدقائك، وحتى من اللحظات الصغيرة التي تمنحك السلام الداخلي. لا تنظر للمرض كعقبة، بل كفرصة لإعادة اكتشاف نفسك، واكتشاف مدى قوتك وقدرتك على التغلب.

مهما كانت الرحلة صعبة، تذكر دائمًا أن هناك ضوءًا في نهاية النفق.

كل يوم هو خطوة نحو الشفاء، وكل لحظة أمل هي دفعة نحو المستقبل.

لا تستسلم، وثق أن هناك دومًا مستقبلًا مشرقًا ينتظرك، مليء بالفرح والانتصار.

في النهاية .. تجربة السرطان فريدة في نوعها بصيفها وشتائها وخريفها وربيعها……

 اقرأ أيضا : التونسية إسلام الجموسي حرم خماخم تكتب : معاناتي مع سرطان الثدي .. رحلة الأمل والدعم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى