اغتيال السنوار أصعب ضربة لـ حماس منذ قيامها .. قلق حول مصير الحركة بعد رحيله
لايخفى على أحد بأن رحيل زعيم حركة حماس يحيى السنوار يمثل ضربة موجعة للحركة ونصر كبير لإسرائيل خاصة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
و كشفت مصادر فلسطينية مطلعة بأن اغتيال يحيى السنوار هو أقسى ضربة وجهت إلى الحركة منذ قيامها، على الرغم من اغتيال عدد من مؤسسيها.
وأضافت:هناك فراغ يصعب تعويضه وتوقعت أن يترك الاغتيال بصماته على الوضع الحالي في القطاع ومصير الحركة نفسها، وربما المواجهة الإقليمية الأوسع بين إيران وإسرائيل.
فلم يكن السنوار زعيماً عادياً لــ حماس فبعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر بات الرمز الأبرز في تاريخ الحركة.
وهو مهندس الطوفان، والرجل الذي قاد أطول عملية تضليل لإسرائيل سمحت بهز هيبتها وكشف أكبر فشل استخباراتي لأجهزتها.
كما يتمتع بنفوذ كبير لدى قوات كتائب القسام
و هو رمز تعميق التحالف مع إيران والذي ترجم باتفاق وفرت فيه طهران للحركة التمويل والتسليح والخبرات.
و شهدت حماس في عهد السنوار ما لم تشهده في عهد أسلافه، وهو اجتماع القرارين السياسي والعسكري في يد رجل واحد تدعمه شعبية واضحة في الشارع الغزاوي.
و نظر أعضاء حماس إلى السنوار بوصفه قائداً كاريزمياً يتمتع بمواصفات قيادية .
و يشكل اغتيال السنوار نجاحاً غير عادي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان تعهد بمطاردة كل من له علاقة بـ طوفان الأقصى، وهكذا يضيف نتنياهو الاغتيال الجديد إلى رصيد اغتيالاته التي كان أبرزها تصفية زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله.
أظهر الاغتيال – ولو تم بفعل الصدفة – أن موضوع الرهائن المحتجزين لدى “حماس” ليس بأهمية استثنائية لدى الحكومة الإسرائيلية ولم يعد يشكل ورقة ضاغطة بقوة على خياراتها.
وإذا كانت لحماس أطر هرمية قيادية تأخذ في الحسبان احتمال تعرض قادتها للاغتيال، لكنها لا تملك حالياً رجلاً بمواصفات السنوار، خصوصاً بعد اغتيال معظم أفراد الحلقة التي كانت مؤتمنة على توقيت موعد الطوفان.
و هناك فارق بين حركة حماس وحزب الله، فالحركة تتمركز في مكان محاصر والقدرة على إسعافها أو نجدتها تختلف تماماً عن الحزب الذي يمكنه الاتصال بإيران والحصول على كافة أنواع المساعدات منها، بما فيها خبرات القيادة واجتياز المرحلة الحرجة.
و اغتيال السنوار لن ينهي حماس، لكن من الخطأ الاعتقاد أيضاً أنه لن يضعفها.
ففي غيابه ستكون عملية صنع القرار أصعب وأبطأ، خصوصاً لجهة المواءمة بين القيادة السياسية والجسم العسكري لـ القسام.
و بعد اغتيال السنوار سيكون من الصعوبة بمكان على أي رجل يتولى القيادة بعده القبول بوقف لإطلاق النار، خصوصاً إذا كان الاتفاق سيبنى في ضوء الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى القطاع والحركة التي خسرت عدداً من قادتها كان أبرزهم إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران.
يأتي الاغتيال في وقت شديد الصعوبة إقليمياً، إذ تستعد إسرائيل لشن ضربة على إيران، ما ينذر باحتمال اشتعال محاور المواجهة على مستوى الإقليم.
و يصعب التكهن بانعكاسات غياب زعيم حماس في الداخل الإسرائيلي وما إذا كان سيعيد مصير الرهائن إلى الواجهة.