يحيى السنوار ” الرجل الملثم” أمسك بالعصا لإسقاط كاميرا درون .. وألقى بالقنابل على قوة عسكرية في اللحظات الأخيرة
لم يقتل يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة، ورئيس مكتبها السياسي جراء عملية اغتيال أمنية ، وإنما بالصدفة خلال اشتباك مسلح بين الجيش الإسرائيلي وخلية من مقاتلي كتائب القسام في منطقة تل السلطان في رفح.
فالصدفة البحتة أدت إلى مقتل السنوار في مواجهة ميدانية، في مكان لم يكن يخطر في بال أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنه موجود فيه.
ولد يحيى السنوار في خان يونس عام 1962، ويعتبر من مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، اعتقلته إسرائيل عام 1988، وحوكم بالسجن مدى الحياة، قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وقد تولى قيادة حركة حماس في غزة منذ العام 2017.
و نشر الجيش الإسرائيلي فيديو قال إنه للسنوار قبل مقتله.
وأظهر الفيديو شخصا ملثما وهو يجلس على “أريكة “ويحاول إسقاط كاميرا درون صغيرة كانت تصور المكان.
و أصيب السنوار بجروح خطيرة جراء قصف المنزل الذي كان يتواجد به بقذيفة دبابة، بعد ذلك أرسلت قوة مشاة إسرائيلية طائرة مسيرة لمحاولة معرفة من كان داخل المنزل.
وحسب الفيديو الذي التقطته الطائرة الدرون، فقد كان السنوار يحاول إسقاط هذه الطائرة وضربها بواسطة عصا.
وقالت مصادر عسكرية، أن المبنى الذي كان يقيم فيه السنوار كان محاصرا، وتم العثور على سترة عسكرية مليئة بالقنابل اليدوية على الجثة.
تفاصيل استشهاد يحيى السنوار
في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء الماضي، رصد جندي من الكتيبة 410 في الجيش الإسرائيلي شخصًا يدخل ويخرج من أحد المنازل في حي تل السلطان برفح، وبدأت قوة مشاة بالتحرك نحو الهدف على أساس أن هناك مسلحين.
وعند الساعة الثالثة عصرًا من نفس اليوم، تم رصد 3 شخصيات تدخل وتخرج من منزل إلى آخر.
حينها تم الشك بقوة بـ أن هؤلاء مسلحون، ويُعتقد أنهم من رفقاء السنوار الذين حاولوا فتح الطريق أمامه، عندها أطلقت القوة النار عليهم بهدف إصابتهم.
انقسمت فرقة السنوار، حيث دخل هو إلى مبنى ودخل الجزء الآخر من الفرقة إلى مبنى آخر، وصعد السنوار إلى الطابق الثاني، عندها أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على ذلك المبنى.
ودخل قائد فصيل من الكتيبة 450 إلى المنطقة المحيطة بالمبنيين، واندلعت اشتباكات، وألقى قنبلتين تجاه السنوار ورفاقه، مما أدى إلى انقطاع التواصل بينهم.
وأحضرت القوة طائرة من دون طيار، وشاهدت شخصًا (تبين لاحقًا أنه السنوار) مصابًا في يده وملثماً، حيث كان السنوار جالسًا في الغرفة، وحاول إلقاء عصا خشبية على الطائرة، وبعد ذلك، أطلقت الدبابة قذيفة أخرى.
و صباح الخميس، وهي المرة التالية التي دخلت فيها القوة للمسرح ، وعندما دخلوا رأوا الجثث، لاحظوا أن هناك تشابهًا بين إحدى الجثث ويحيى السنوار.
وبحسب بيان الجيش: لقد تم القضاء على السنوار بعد سنة اختبأ فيها في قلب السكان المدنيين في المخابئ فوق وتحت الأرض وفي أنفاق حماس في قطاع غزة..
لقد نفذ جيش الدفاع والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار، ما أسفر أخيرًا في القضاء عليه.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، إن جثة زعيم السنوار نقلت إلى مشرحة في تل أبيب لإجراء فحوص إضافية بعد إعلان الجيش مقتله في غزة.
تحمّل إسرائيل يحيى السنوار المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر، وقد كان على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال، ويعتبر أحد أبرز اللاعبين في عملية السلم والحرب في غزة.
المعلومات المخابراتية الأمريكية
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، فإن معلومات المخابرات الأمريكية ساعدت إسرائيل في تعقب قادة حماس بمن فيهم يحيى السنوار.
وأشار مستشار الأمن القومي إلى أنه يجب ضمان أن يوجه مقتل السنوار ضربة طويلة الأجل لحماس، كما أضاف أن واشنطن تتوقع تقدما على الأرض بشأن الموقف الإنساني في غزة.
أطباء إسرائيل .. وورم في رأس السنوار
هو أقوى رجال حركة حماس، والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر.
ولد في قطاع غزة في خان يونس، وعمره 62 عاما، قضى منها 24 عاما في السجون الإسرائيلية.
أثناء فترة اعتقاله نجح أطباء إسرائيليون بإزالة ورم من مخه.
السنوار خرج من المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح مهندس هجوم السابع من أكتوبر.
السنوار هو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وأنشأ الجهاز الأمني للحركة المعروف اختصارا بـ”مجد”.
وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.
تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد، ولديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
أدرجته الخارجية الأمريكية في سبتمبر 2015 على لائحتها للإرهابيين الدوليين.
وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران منذ شهرين، أصبح السنوار رئيسا جديدا لحركة حماس، لتعلن إسرئيل مقتله في السادس عشر من أكتوبر.
الفراغ الذي سيتركه السنوار في حماس لن يكون سهل تعويضه ولن يكون قليل التأثير، فهو من صقور الحركة الذي أخذ نهجها بعيدا نحو إيران، ومن ربطها عسكريا بحزب الله والحرس الثوري.
و عرف السنوار بمواقف متصلبة، وتمسكه بشروط معقدة حيال الكثير من الأمور سواء في الشأن الفلسطيني الداخلي أو في العلاقات والمفاوضات مع إسرائيل.
وتواجه حركة حماس الآن تحديا كبيرا في تحديد قائدها الجديد وتوجهه، لاسيما أن السنوار قتل وهي على مفترق طرق في ذروة مواجهة دامية.
وتقول إسرائيل إنها قتلت أيضا قائد القسام محمد ضيف ونائبه مروان عيسى، إضافة لصف طويل من نخبة حماس العسكرية والسياسية.