أخبار مصرتوبمنوعات

نسائم الجمعة .. الفرج بعد الصبر والدعاء

زار النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من المسلمين قد مرض مرضًا شديدًا فسأله: هل كنت تدعو الله بشيء؟ فقال:كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا .. قال: سبحان الله ، لا تطيقه ، هلاّ قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”

تذكر كم مرة قلت جملة مشابهة ؟ “والله أموت ولا أفعل كذا وكذا”.. “والله تنقص إيدي ولا أقبل بكذا وكذا”

قال الإمام الماوردي: القدر موكّل بالمنطق ! راقبوا كلماتكم .. راقبوا ماتقوله ألسنتكم .. فما تقوله تتلقاه نفسك .. لذا اختار أحسن ماتطلبه من الله والحقه بدنيا وآخره.

في حكاية يرويها الشيخ علي الطنطاوي يقول الشيخ: كنت قاضيا في الشام وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد الأصدقاء فشعرت بضيق نفس و إختناق شديد فاستأذنت أصدقائي للرحيل فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواءً نقيًا ، فخرجت منهم مشيا وحدي في الظلام وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف” التلة” نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله إقتربت منها وقلت لها:

(ما الذي يبكيك يا أختي) قالت : (إن زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوما وأنا ليس لي أحد ولامكان أذهب له) فقلت لها: (ولماذا لاترفعين أمرك للقاضي؟)..

بكت كثيرا وقالت: (كيف لإمرأة مثلي أن تصل للقاضي؟)..

يكمل الشيخ وهو يبكي يقول: المرأة تقول هذا وهي لاتعلم أن الله قد جرّ القاضي (يقصد نفسه) من رقبته ليحضره إليها…

سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها هو بنفسه عن حاجتها أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينه ليستجاب لها بهذه السرعه وبهذه الطريقة..

فيا من تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت .. فقط ارفع يديك للسماء ولاتقل كيف ستحل؟

بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة أفنضيق بعد هذا ؟ كونوا على يقين أن هناك شيئاً ينتظركم بعد الصبر – إن الله لا يبتليك بشي إلا وبه خير لك .. حتى وإن ظننت العكس ..

فأرح قلبك -لَولا البَلاء لكانَ يُوسف مُدلّلا فِي حضن أبِيه ولكِنه مَع البلَاء صار عَزِيز مِصر -أفنضيـق بعد هذا ..؟! كُونوا عَلى يَقين ..أن هُناك شيئاً يَنتظْرُكمَ بعَد الصبر .. ليبهركم فيْنسيّكم مرارة الألم ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى