شريف جبر يكتب : إبادة ثمود وعبرة تخليد أثارهم
أرسل الله نبيه صالح عليه السلام إلى شعب ثمود الذين منَّ الله عليهم بقوى خارقة فنحتوا بيوتهم وقلاعهم بداخل الجبال فاستكبروا وعبدوا الأصنام.. ولتعجيز النبى صالح طلبوا منه أن يخلق الله ناقة من حجارة الجبل وبالغوا فى أوصافها. فأمر الله الجبل أن ينشق ويتشكل من حجارته ناقة عظيمة.. وأمر نبى الله ألا يعترضوا طريقها ولا يمسوها بسوء فكانت تشرب من مياه الآبار وفى اليوم التالى تسقى بلبنها كل سكان الوادى.. فبعد أن ثبت للجميع صدق نبوة صالح وبدأ الناس باتباعه أراد الكفار رد اعتبارهم فقتلوا ناقة صالح ليلاً أثناء نومها فوعدهم الله بعذاب أليم. قال الله تعالى فى الأعراف (وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم).
كان عذاب ثمود أليماً جداً جداً.. فقد عذبهم الله بالصيحة!!! ما هى الصيحة!؟ سلط الله عليهم موجات صوتية عالية التردد فأصابتهم أول الأمر بالرجفة والاهتزاز كما قال القرآن (فأخذتهم الرجفة) ثم زادت الموجات فتم صعقهم كما قال القرآن (فأخذتهم الصاعقة) وزادت أكثر من 200 ديسبل فتمزقت جلودهم وانفجرت آذانهم ثم الرئتان ثم القلب ثم العينان ثم أنسجة وعضلات الجسم ثم انفجر الجسم بأكمله فأصبحوا كورق الشجر اليابس المتطاير فى الخريف.. فانظر كيف كان عاقبة المكذبين!!! وقال تعالى فى سورة القمر (فكيف كان عذابى ونذر، إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر) وبعد هلاك قوم ثمود انتقل سيدنا صالح إلى مكة ودفن فى غربها.. وبقيت ديار قوم ثمود لتشهد عليهم فى الأردن ومعروفة باسم (البتراء).. أباد الله ثمود وخلد آثارهم ليبقوا عبرة لكل من يعتبر.
«فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد».
اقرأ أيضا للكاتب شريف جبر :
شريف جبر يكتب : الصناديق الخاصة ودعم الاقتصاد المصري
شريف جبر يكتب : تعديلات قانون الإجراءات الجنائية رقم 150 لسنة 1950
شريف جبر يكتب : تشابه الأسماء مشكلة متنامية وآثارها السلبية