التونسية إسلام الجموسي حرم خماخم تكتب : معاناتي مع سرطان الثدي .. رحلة الأمل والدعم
في عام 2015، تلقيت خبر إصابتي بسرطان الثدي، وكان ذلك من أصعب اللحظات في حياتي.
شعرت بالعالم يتداعى من حولي، ولكن الدعم الذي تلقيته من عائلتي وعائلة زوجي وأصدقائي كان بمثابة شعاع أمل في الظلام.
عائلتي، وعائلة زوجي الذين كانوا بجانبي في كل خطوة، كانوا السند الحقيقي لي.
كنت محاطة بأحبتي، الذين لم يترددوا في تقديم الدعم العاطفي والمعنوي.
أمي العزيزة ،لم تتركني لحظة وحاولت أن تدخلني في عالم الموضة وباعتبارها مصممة أزياء مشهورة في صفاقس أعدت لي فساتين الموضة لأعيش حياة الموضة بحذافيرها وكان لهذا تأثير كبير على نفسيتي وحياتي عموما.
وبجانب والدتي كان أبي الذي أقام معي في تونس وترك صفاقس وكان يرفع معنوياتي بالدعاء وقراءة القرآن بجواري وطبخه الصحي بإشراف الأطباء .
و كان أخي وأخواتي في رحلة شبة يومية من تونس لصفاقس والعكس في ظروف صعبة وحالكة السواد، وخالاتي واخوالي وعماتي وبنات العم وبنات الخال وصديقاتي في تونس وخارجها وغيرهم
كانت كلمات المحامي معز زوج صديقتي بثينة، مؤثرة جدًا حين قال لي: اجعل ابتلاءك فرصة للتعلم والنمو.
تلك الكلمات زرعت في قلبي الأمل وشجعتني على مواجهة التحديات.
رغم الصعوبات، كان لديّ دوافع قوية للقتال. وجود عائلتي، خصوصًا بناتي وزوجي العزيز صابر، كان سببًا رئيسيًا في قبولي للعلاج الكيميائي.
كان صابر دائمًا يقول لي: لا يمكنني العيش بدونك، كانت هذه الكلمات تلامس قلبي وتمنحني القوة للاستمرار.
تجربتي مع العلاج كانت قاسية، ولكن وجود عائلتي بجانبي جعل من قسم العلاج الكيميائي مكانًا أشبه بالعائلة.
كانوا يشاركونني اللحظات الصعبة، وكنت أشعر بأنني لست وحدي في هذه المعركة.
خلال هذه الرحلة، أدركت أن الحياة ليست مجرد أيام نعيشها، بل هي لحظات يجب أن نستمتع بها.
كنت أعيش كل لحظة كأنها الأخيرة، مما جعلني أقدر كل شيء حولي.
الموسيقى والرياضة أصبحا جزءًا من حياتي اليومية، على الرغم من أنني لم أكن أتصور يومًا أنني سأمارس الرياضة، إلا أنني وجدت فيها متنفسًا ووسيلة لتخفيف الضغوط.
كانت الموسيقى بمثابة مواساة لي، حيث كانت تحملني إلى عوالم أخرى وتخفف من وطأة الألم.
اليوم، أستطيع أن أقول إنني خرجت من هذه التجربة أكثر قوة وامتنانًا للحياة.
أدركت أن الدعم والحب هما الأساس في التغلب على الصعوبات.
سأستمر في محاربة هذا المرض، وسأبقى ممتنة لكل لحظة عشتها مع أحبابي، لأنهم هم من أعطوني الأمل والقوة للاستمرار.
تجربتي مع سرطان الثدي كانت صعبة، لكنني أؤمن بأن الأمل دائمًا موجود، وأنه من خلال الحب والدعم يمكننا التغلب على أي تحدٍ.
أود أن أعبّر عن خالص شكري وامتناني لكل من وقف بجانبي خلال تجربتي مع سرطان الثدي.
كانت تلك المرحلة من حياتي مليئة بالتحديات، ولكن بفضل دعمكم، تمكنت من تجاوزها.
أشكر صديقتي العزيزة درة وزوجها سامي، كان وقوفهما بجانبي نقطة تحول في رحلتي، لم يقصرا في تقديم الدعم من خلال توفير شعر اصطناعي لي، ما منحني شعورًا بالثقة والأمل في مواجهة هذه التجربة.
لقد كانت مساندتهم النفسية والمالية لا تقدر بثمن، ووجودهم في حياتي كان مصدرًا للقوة والدعم.
ولا يمكنني نسيان أصدقائي الذين ساندوني بعد شفائي حتى اليوم، يستمرون في تقديم الدعم والمساندة لي، وهذا يعكس حقيقة الصداقة الحقيقية.
أيضًا، أود أن أعبّر عن امتناني لجهة “صفاقس” التي أنتمي إليها، لقد كانت هذه الجهة دائمًا مصدر دعم لي، وفي كل مناسبة، أحرص على إظهار أهميتها لأصدقائي، كنت أسعد عندما أقدم لهم الأكلات الصفاقسية، مما يعكس الترابط والمحبة التي تجمعنا.
وأولا وأخيرا .. أشكر أطباء تونس العظماء عموما والمتخصصين في الأمراض السرطانية خصوصا حيث انتقلت تونس نقلة نوعية في تشخيص وعلاج الأمراض السرطانية بفضل رعاية الدولة وفتح الباب لاستقدام الأطباء الأجانب وإرسال بعثات تونسية من الأطباء للتعلم والاستفادة.. فلهم مني جميعا كل تقدير وتحية….
وشكر أيضا مهم لكل الأصدقاء والمديريين بمركز تكوين مهني حين العودة و الذين وجدت منهم كل الدعم والمساندة، متحملين ظروفي الصحية، خاصة أن هذه الروح ساعدتني في تقديم التكوين للطلاب داخل المركز حيث أنه عمل يتطلب التعاون بين طرفين أنا أعطي وأخذ منهم ولم أحصل على إجازات طويلة لحبي للعمل والرغبة في تقديم الدروس
لكم جميعًا، أقول شكرًا من القلب، دعمكم ومساندتكم أعطاني الأمل والقوة للقتال، وسأظل ممتنة لكم دائمًا.
وفي النهاية.. ح نغني كمان وكمان.. وح نرقص على الأحزان.. ونعيش تحت أي ظروف.. شكرا.. شكرا.. شكرا.