كُتّاب وآراء

أحمد زحام يكتب .. الحلم الشخصي لوزير الثقافة

في اجتماع السيد الوزير بالمحررين الثقافيين بمكتبه سُئل هذا السؤال، فأجاب أن حلمه الشخصي عندما يمشي في الشارع يشير إليه الناس ويقولون : هذا وزير الثقافة، مثلما عرف الناس فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.

إلى هنا وانتهى الخبر بالنسبة لي، فأنا أمام وزير له حلمه الخاص أن يكون فاعلا ثقافيا لدى المواطن البسيط، كما كان الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.

وهذا الحلم يذكرني بالكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة عندما كان رئيسا لجهاز الثقافة الجماهيرية ( الهيئة العامة لقصور الثقافة حاليا ) ولم يكن موجودا في هذا الوقت كيان ثقافي حكومي يضاهي ماتقوم به الثقافة الجماهيرية من نشاط فعال في البنية التحتية الثقافية في ربوع، ونجوع، ومدن مصر ..عندما كان يذهب إلى مدينة بها قصر ثقافة ويسأل عن مكانه ، وعندما تكون الاجابة سلبية ، يطيح بمديره ، لأنه يرى اذا لم يعرف المواطن العادي مكان قصر الثقافة يكون هذا تقصير من مديره في إيصال الخدمة الثقافية.

ولماذا فاروق حسني ؟ إمتازت الفترة التي قضاها في ولايته لحقيبة الثقافة إلى جانب كثرة عدد السنين .. كثرة عدد الانجازات الثقافية ، سواء في البشر أو الحجر ، فعلى سبيل المثال زادت عدد قصور وبيوت الثقافة، والمكتبات ، وكذلك إيصال الخدمة الثقافية إلى كل قرية ونجع وكفر ، كما كان مشروعه استكمالا لما قام به سابقوه .

ولماذا فاروق حسني ؟ خلق بيئة ثقافية لها ما لها وعليها ما عليها ، وإن عابوا عليه وتابعيه العمل مع دوائر مغلقة من مثقفي الولاء ، التي مازلنا نعاني منها حتى الآن ، بما فيها نظرية التدوير .. ولكنها كانت مرحلة تنوير ، وأشاع تداول الكتب بين البسطاء من خلال مشروعات النشر في المؤسسات ، بما في ذلك مكتبة الأسرة ، مع إختلاف الأدوار والظروف والأماكن والتي لم يتبق منها سوى الاسم ، وبعض الشخصيات.

سعدت عندما قرأت هذا الخبر في جريدة القاهرة ، والذي تصدر العنوان الرئيسي للحوار ، واعتبرته أ حلم قابل للتنفيذ ، رغم أن الحياة الثقافية اختلفت عن ما كانت عليه أيام الوزير فاروق حسني ، فالبنية التحتية من حيث الحجر تحتاج إلى ترميم باهظ الثمن ، كما أنه يواجه عدم وجود عنصر بشري يملأ الفراغات الموجودة داخل مؤسسات الثقافة ، ومنها قصور الثقافة التي يتناقص أعداد موظفيها يوما بعد يوم ، لدرجة أن هناك قصور ثقافة تعمل بالعدد الضئيل جدا ، والتي تطبق نظرية نقص العمالة ، لعدم وجود إحلال .

فلا يغرنك الطبل والزمر، واللافتات العملاقة التي حولك ، فكلها إنتاج قديم بمسميات جديدة تليق بالمرحلة ، وإن كانت هناك جهود مخلصة للتطوير ، ولكنها تحتاج لمن يقف إلى جوارها.

فقد مر على هذه الوزارة أسماء كثيرة تولت ولايتها نذكر بعضها ،ونسينا بعضها فقد مروا مرور الكرام .. كان الله في عونكم ، فقد فرحنا بك ، ويارب الفرحة تدوم .

اقرأ أيضا للكاتب أحمد زحام : 

أحمد زحام يكتب .. أنا في إعدادي

أحمد زحام يكتب .. يالها من فرحة

أحمد زحام يكتب .. الخطاب الذي لم يقرأ بعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى