أخبار العالمتوب

صاعقة أكتوبر 73 يوم عيد الغفران ..”إيهود باراك”من أمريكا إلى الحفرة بـ تل أبيب

تقرير – يوسف عبد اللطيف :

يوم كِيبور أو عيد الغفران” السادس من أكتوبر من عام 1973″ كان مثل غيره من أيام كيبور في إسرائيل في كل سنة، إذ تتوقف الحياة تماماً ويصوم فيه اليهود ويُؤدون الصلوات.

و يوم كِيبور، أو عيد الغفران، هو اليوم العاشر من شهر أكتوبر الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط.

ويوم كيبور هو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية روش هاشناه، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.

يبدأ يوم كيبور حسب التقويم العبري في ليلة اليوم التاسع من شهر تيشريه في السنة العبرية ويستمر حتى بداية الليلة التالية.

(و يعتبر يوم كيبور في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، ممارسة الجنس وأعمال أخرى بهدف التمتع. وبينما تعتبر أيام السبت والأعياد الأخرى فرص للامتناع عن الكد وللتمتع إلى جانب العبادة، يعتبر يوم كيبور فرصة للعبادة والاستغفار فقط.

ويوم “كيبور “هو من الأعياد المذكورة في التوراة في سفر اللاويين، حيث ذكرالتالي: “ويكون لكم فريضة دهرية – أنّكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكم وكل عمل لا تعملون ، لأنه في هذا اليوم يكفَّر عنكم لتطهيركم من جميع خطاياكم – أمام الرب تطهرون. سبت عطلة هو لكم وتذللون نفوسكم – فريضة دهرية للتكفير عن بني إسرائيل من جميع خطاياهم مرة في السنة، ففعل كما أمر الرب موسى.

انهيار الساتر الترابي على خط بارليف

وبحسب الرواية الدينية، فإنّ اليهود بعدما قادهم موسى للخروج من مصر، عبدوا العجل الذهبي، ولطلب المغفرة، صعد موسى إلى جبل سيناء، حيث صلى وتعبّد مدّة أربعين يومًا، ونزل حاملًا لوحي الشهادة، معلنًا لأتباعه أنّ الله غفر لهم خطيئتهم، وإحياءً لهذه المناسبة الدينية، يستعيد كلّ يهودي مرّة في السنة خطاياه، لتكون بمثابة ولادة روحانية جديدة.)

و كتب كيفين كونللي مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط قبل عدة سنوات، فإنه أكثر الأيام قداسة عند اليهود وأكثر الأيام التي تصبح فيها إسرائيل في أشد حالات الضعف.

وهو اليوم نفسه من عام 1973 الذي اختاره المصريون والسوريون لشن حرب خاطفة على إسرائيل قبل 51 عاماً.

كانت هذه الحرب محاولة من  مصر للرد على نكسة  1967 حين أعادت رسم خريطة المنطقة، وضمت مساحات واسعة من الأراضي إليها، وهزمت جيوش 3 دول عربية هي مصر وسوريا والأردن.

واستولت إسرائيل في ذلك اليوم على شبه جزيرة سيناء المترامية الأطراف، واحتلت هضبة الجولان كما انتزعت الضفة الغربية من الأردنيين، وبعدها صار من الواضح أن كُلاً من المصريين والسوريين مصممون على استرجاع ما خسروه .

وهكذا بدأ المصريون والسوريون الحرب بالتزامن على الجبهتين. ففي الوقت الذي بدأ فيه المصريون عبور قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف كان السوريون يتقدمون سريعاً في الجولان.

وبدأ الإسرائيليون تجميع جهدهم الحربي لصد الهجومين، حيث عادت الإذاعة الإسرائيلية التي كانت متوقفة بمناسبة يوم كيبور للعمل، وبثت نشرات خاصة تحوي رموزاً لاستدعاء جنود الاحتياط وتوجيههم إلى وحدات عسكرية معينة.

إيهود باراك

في ذلك الوقت كان إيهود باراك، الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيساً لوزراء إسرائيل، قد تخرج للتو من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه كان قد أدى خدمته العسكرية في القوات الخاصة الإسرائيلية، لذلك جمع متعلقاته وعاد إلى تل أبيب فور سماعه الأخبار.

ومع وصوله لـ إسرائيل، توجه باراك مباشرة إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية المعروف باسم “الحفرة” موقع حصين لحماية القادة.

يقول باراك كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار، فقد كانت تلك اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب.

في ذلك اليوم ضاع أثر نصر 67 النفسي وضاع شعور أن الجيش الإسرائيلي لا يُهزم.

كانت الحرب الباردة في أوجها مطلع سبعينيات القرن الماضي، إذ دعمت الولايات المتحدة الامريكية إسرائيل حينها، ودعم الاتحاد السوفيتي السابق مصر وسوريا، وبالتالي أصبحت الحرب تجري بين الطرفين بالوكالة عن القوتين الأعظم في العالم.

أنتجت الولايات المتحدة وقتها أفضل الأسلحة ولم تتردد في منح إسرائيل أحدثها، لذلك نجحت إسرائيل في وقف تقدم القوات المصرية والسورية سريعاً.

ونشطت بعد ذلك الجهود الدولية لوقف القتال، وتقبل الطرفان فكرة وقف إطلاق النار.

وكان من أهم آثار تلك الحرب أن مصر خرجت من عباءة النفوذ السوفيتي لتدخل في تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة.

ووقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد ذلك بعدة أعوام، ليتوقف صوت الرصاص وتصبح معاهدة كامب ديفيد واحدة من أكثر المعاهدات أهمية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن هذه الحرب شهدت أعنف معارك الدبابات في التاريخ، إلا أنها أثبتت أن الدبابات والمدرعات شديدة الضعف أمام الصواريخ.

كما أدركت إسرائيل أنها لن تتمكن بعد ذلك من تحقيق انتصارات سهلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى