رانيا عاطف تكتب : نصر أكتوبر كنقطة تحول في تاريخ مصر
تأتي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة في كل عام لتجدد لدى المصريين الشعور بالفخر والاعتزاز بأنفسهم وبقواتهم المسلحة لما حققته من انتصارات غير مسبوقة في تاريخ العسكرية المصرية، كما تبعث في نفوسهم الأمل، وتؤكد حقيقة “من أراد فعل”، حيث أثبتت الحرب قدرة الجيش المصري علي التخطيط وإدارة هذا العمل البطولي وتنفيذه، بكل كفاءة وإبداع، فلم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية خاضتها البلاد، وحققت فيها أكبر الانتصارات، وإنما كانت اختبارًا تاريخيًا حاسمًا لقدرة الشعب والجيش على الوقوف معًا جنبً إلى جنب لتحقيق هدف واحد، الهدف الذي استطاع أن يمحو جميع الأهداف الشخصية، ولا يمكن بأي حال أيضًا إغفال دور الدول العربية التي كانت لمصرنا خير مساند في محنتها.
كانت هذه الانتصارات بمثابة نقطة تحول نوعية في تاريخ مصر وفي حياة المصريين وأفكارهم، فبطبيعة الحال لا يمكن أبدًا أن تسير حياة شعب ذاق النصر بعد الهزيمة، واستعاد أرضه وكرامته على المنوال نفسه التي كانت عليه من قبل، تغير الحال دون شك وتغيرت معه الآمال، فأصبح الهدف المرجو بعد هو تحقيق التقدم ومواكبة العصر بعد أن كان فقط تحقيق النصر على العدو، ومع تغير الآمال تغيرت التحديات، حيث لم تقف عند حد التحديات العسكرية -التي لن تزول أبدًا بالتأكيد- بل امتدت لتشمل تحديات أخرى اقتصادية، سياسية، علمية وتكنولوجية وغيرها….
فأصبح كل تحد من هذه التحديات يمثل عدوًا لمصرنا لا يقل خطرًا عن عداء المحتل المغتصب للأرض، وهنا يأتي السؤال
– هل حقق المصريون النصر المنتظر الآن؟
– هل نحن قادرون على تحقيق هذا النصر متكامل الزوايا أم لا؟
لا شك أن مصرنا قادرة بجهود المخلصين من أبنائها على مواجهة كافة التحديات، فلا خوف عليك يا مصر مادام فيك من يعشق ذرات تراب هذا الوطن وعلى أتم استعاد أن يقدم روحه فداءً لك ويبذل جهوده تحقيقًا لتقدمك، فكل عام وأنت يا مصر حرة أبية، وتحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في الوطنية الصادقة، وقدموا أرواحهم فداء لوطنهم ليخلدوا ذكراهم، وتحية لكل مخلص يتفانى في عمله لرفعة وطنه.