تقرير – يوسف عبداللطيف
الشيخ محمد علم الدين ضاحي واحد من أبرز علماء الأزهر الشريف الذين يؤدون دورًا محوريًا في تشكيل عقول وقلوب طلاب معهد أسيوط الأزهري للبنين، الذي كان يُعرف سابقًا بمعهد فؤاد الأول الأزهري.
الشيخ محمد لا يقتصر دوره على التعليم الأكاديمي فحسب، بل يتخطى ذلك إلى أن يكون نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والقيم، مقدماً دروسًا يومية تشكل مسارًا جديدًا في حياة الطلاب العلمية والعملية.
رسائل تربوية تُلهم الطلاب
في كل صباح، يُرحب الشيخ محمد علم الدين بطلابه برسائل مليئة بالتوجيهات الأخلاقية والإرشادات التربوية التي تعزز من قيمهم وتدفعهم نحو التميز. من بين تلك الرسائل التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الطلاب، هي تلك التي كُتب عليها “أنا راقي بأخلاقي”. هذه العبارة البسيطة تحمل في مضمونها رسالة عميقة، تشجع الطلاب على إدراك أن التميز والرقي لا ينبعان من العلم وحده، بل يتطلبان أيضًا التمسك بالأخلاق الحميدة.
العلم لا يكتمل دون الأخلاق
في فلسفته التعليمية، يرى الشيخ محمد أن العلم والأخلاق يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب. فهو يعلّم طلابه أن الأخلاق هي الأساس الذي يبنى عليه النجاح الحقيقي. العلم قد يمنح الإنسان المعرفة، ولكن الأخلاق تمنحه الحكمة في استخدام تلك المعرفة في خدمة مجتمعه ووطنه. ويؤكد دائمًا أن طالب الأزهر يجب أن يكون قدوة في أخلاقه كما هو قدوة في علمه، مشيرًا إلى أن رسالة الأزهر لا تتوقف عند نشر العلوم الدينية والشرعية، بل تتوسع لتشمل نشر القيم الأخلاقية العالية.
التربية المتكاملة
ما يميز الشيخ محمد علم الدين في تعامله مع الطلاب هو تبنيه لمفهوم “التربية المتكاملة”، حيث يسعى إلى تقديم نموذج متوازن يجمع بين التعليم الأكاديمي وغرس الأخلاق الحميدة. وهو يحرص على تذكير طلابه بأن العلم ليس كافيًا لتمييز الإنسان، بل إنما هي أخلاقه التي تضعه في مكانة مرموقة بين الناس. وعليه، يُركز الشيخ في دروسه على بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة، تلك التي تكون قادرة على مواجهة تحديات الحياة والتفوق فيها دون التخلي عن القيم والمبادئ.
التأثير الكبير على الطلاب
لقد كانت رسائل الشيخ محمد اليومية ذات أثر عميق في نفوس الطلاب. فالطلاب بدؤوا في استيعاب الرسالة القائلة بأن الرقي الأخلاقي هو المفتاح الحقيقي للنجاح في الحياة. هذا التحول في تفكير الطلاب انعكس في سلوكهم داخل المعهد وخارجه، حيث أصبحوا أكثر التزامًا بتطبيق القيم التي يتعلمونها، مما يجعلهم ليس فقط طلابًا ناجحين، بل أفرادًا ناضجين ومؤثرين في مجتمعاتهم.
الشيخ محمد : قدوة حقيقية للأجيال
يُعتبر الشيخ محمد علم الدين ضاحي نموذجًا حيًا للعالم الأزهري الذي لا يقتصر دوره على تقديم العلم فقط، بل يمتد إلى غرس القيم وتشكيل الشخصية. من خلال تواصله اليومي مع الطلاب، قدم لهم مثالًا حقيقيًا على أن العالم ليس فقط حاملًا للمعرفة، بل هو أيضًا مربي أخلاق وسلوك. وقد استلهم الطلاب من هذا التفاعل اليومي مع الشيخ الكثير من القيم التي تشكل مسار حياتهم المستقبلية.
دور الأزهر في المجتمع
إن ما يقوم به الشيخ محمد علم الدين في معهد أسيوط الأزهري ليس مجرد مبادرة شخصية، بل هو انعكاس للدور الكبير الذي يلعبه الأزهر الشريف في المجتمع المصري والعالم الإسلامي. فالأزهر، بصفته مؤسسة دينية وتعليمية عريقة، يحمل على عاتقه مهمة بناء الإنسان المسلم المتكامل، الذي يجمع بين العلم والأخلاق. ومن خلال هذه الرسائل اليومية والتوجيهات الأخلاقية، يسعى الأزهر إلى تخريج علماء ليسوا متميزين فقط في علومهم، بل أيضًا في سلوكهم وأخلاقهم، ليكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم.
إرث مستمر
لا تقتصر رسالة الشيخ محمد على حدود المعهد فقط، بل تمتد إلى خارج أسوار التعليم لتصبح جزءًا من حياة الطلاب اليومية. الرسالة “أنا راقي بأخلاقي” لم تعد مجرد عبارة تُكتب على الورق، بل تحولت إلى أسلوب حياة يتبناه الطلاب في تعاملاتهم مع الآخرين. وهذا ما يبرز الدور الكبير الذي يلعبه الشيخ محمد في غرس القيم التي تستمر مع الطلاب حتى بعد انتهاء دراستهم.
الرسالة التي لا تنتهي
كل يوم يحمل معه الشيخ محمد علم الدين رسالة جديدة لطلابه، رسالة تربوية تحمل معاني الأمانة والإخلاص والتفاني في العلم والعمل. ومن خلال هذه الرسائل، لا يغرس الشيخ محمد فقط القيم الإسلامية الصحيحة في نفوس طلابه، بل يُساهم في تشكيل جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية والنهوض بمجتمعه.
الشيخ محمد علم الدين: قدوة في العلم والأخلاق
الشيخ محمد علم الدين ضاحي هو أكثر من مجرد معلم أو عالم في الأزهر، فهو رمز للقدوة الحسنة والإلهام. من خلال توجيهاته الأخلاقية وعلمه الغزير، استطاع أن يكون نموذجًا مثاليًا للأجيال الشابة التي تتطلع إلى التفوق في حياتها. وبفضل جهوده المخلصة، أصبح طلاب معهد أسيوط الأزهري ليسوا فقط علماء في الدين، بل أيضًا حاملي مشاعل الأخلاق والقيم، مما يجعلهم قادرين على إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم.