الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: من المستفيد من دمار لبنان؟
ما المنفعة التي حصلت عليها غزة من تأييد نصر الله؟
وما المردود الذي عاد على لبنان نتيجة تلك «العنتريات» التي سمعناها منذ الثامن من أكتوبر الماضي؟
هذا الوضع الذي نعايشه اليوم يجيب عن تلك الأسئلة، ويبين حقيقة «النفخة الكذابة» التي لم نر منها غير التردي والأسى، فالقطاع اليوم أصبح في الظل، جماعة «حسن بيجر» سحبت الأضواء، وعتمت المشهد، وأجلت كل مفاوضات إنهاء الحرب، والوسطاء تاهوا، وما عادوا يعرفون من أين ينطلقون، الكل تناساهم، بل دعونا نقول تجاهلهم، فهذه الكلمة هي الأصح، وتركوا غزة كلها في يد سلاح الهندسة الإسرائيلية، ليعيد رسم المناطق والأحياء، ويختلق ممرات عسكرية عازلة، الهدف منها تحويلها إلى «كانتونات» محاصرة ومفصولة.
أما جرائم القتل والتدمير في غزة فهي ما عادت جاذبة لوسائل الإعلام، هناك في الطرف الآخر تراشق بالصواريخ والمسيرات، وغارات جوية تقتل وتدمر، قد تكون أخبارها أكثر سخونة، وتساقط ما يسمون القيادات في حزب التبعية المذلة، واحداً تلو الآخر، ليس في جبهة القتال، بل في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تصر إسرائيل على عدم استهدافها، بل استهداف الذين يخططون لضربها، وتكتفي ببضع بنايات، و500 قتيل وأكثر من ألف جريح، وهي حصيلة يوم الأحد فقط.
الجبهة اللبنانية هي الأهم اليوم، ينقل إليها الموت والدمار والتهجير القسري، وتلحق بها تبعات الحرب، من معسكرات للاجئين في المدن الكبيرة، إلى تجويع شعب دمرت إمكاناته من قبل حزب التبعية، وإذا بحث عن «المتبوع» فسنجده ما زال يفكر في الرد على اغتيال هنية!
هذا الذي نراه هو المنفعة التي جلبها حزب حسن نصر الله إلى لبنان، وطنه الذي باعه بأرخص الأثمان، وشعبه الذي يواجه الموت بالمجان، ودون ذنب ارتكبه حتى يستحق أن يكون لقمة سائغة لعدو غاشم لا يكترث بمعايير الحياة، وحقوق البشر من غير ملته!
فمن المستفيد؟
الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: كان الله في عونهم