الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: كان الله في عونهم
مشهد طوابير السيارات المدنية الباحثة عن مخرج نحو بيروت أو الشمال والشرق، يعود بنا إلى الوراء عدة عقود.
أكثر من 60 بلدة قصفت في جنوبي لبنان، في الساعات الأولى من يوم أمس، وقرابة 150 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية على تلك البلدات، وعلى ميليشيات نصر الله، ولم يعد الجنوب مأهولاً بناسه، الكل يبحث عن النجاة، ليقينهم بأنهم المقابل الذي يضحى به في عبث العابثين.
وأغرب ما في هذه المأساة الجديدة، أن هناك من لا يزال يروج لصواريخ لم تستخدم ضد إسرائيل، صواريخ ستدمر تل أبيب وحيفا، والقواعد العسكرية، ومنصات النفط والغاز في البحر، ودفاعات جوية لم تطلق بعد، ربما انتظاراً للفرصة المناسبة، رغم أن 300 طائرة شاركت صباح الأمس في ضرب لبنان، وفي الواقع، لا نرى غير قذائف «الكاتيوشا» المتخلفة، والمحالة للتقاعد منذ سنوات طويلة، وبين كل ما يسمونها في ذلك الحزب بالرشقات الصاروخية، تفلت قذيفة وتصيب مسكناً وتجرح شخصاً بشظاياها.
والأكثر غرابة، أن مؤيدي الحزب التابع، ومسلوب الإرادة، ومنفذ التعليمات الموجهة إليه، عندما يتحدثون في القنوات الإخبارية العربية، يطرحون من الآراء ما يضحك، وشر البلية ما يضحك، لأننا في حال ليس هناك حال أسوأ منها، ومع ذلك، نضحك حتى لا نبكي، فهم يقولون إن خطة الحزب جر إسرائيل إلى حرب برية، ستضطر إليها في النهاية، وساعتها سيكون هناك كلام آخر!
وإسرائيل «تَجر ولا تُجر»، تدمر وتهجر، وتحول الجنوب اللبناني إلى خرائب، وبعدها قد تدخل وتفعل ما تشاء، ولن تجد في مواجهتها غير شباب مخدوع، قيل له إن «حرب العصابات» ستهزم الجيش الإسرائيلي، وها نحن نشاهد نتائج ما يحدث لأولئك الذين خدعوا من قادتهم.
كان الله في عون أهل جنوبي لبنان، وكل لبنان، فالقادم لا يعلمه إلا هو سبحانه.