متابعة- يوسف عبد اللطيف:
عُقدت ندوة مثيرة للجدل تحت عنوان “الرعاية الصحية للأطفال وأهميتها في بناء جيل المستقبل” بمركز إعلام أسيوط. جاءت الندوة كجزء من مبادرة تنمية الأسرة المصرية، تحت شعار “أيد في أيد… هننجح أكيد”، بتوجيهات الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة وبرعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة
في هذا الحدث، استضافت الندوة كوكبة من الخبراء، منهم الدكتورة مريم الخياط، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب في جامعة أسيوط، وحسني رجب، مدير العلاقات العامة بمديرية الصحة بأسيوط. وقد أدارت الجلسة عبير جمعة، مديرة مركز إعلام أسيوط، التي قدمت لمحة شاملة عن أهمية الموضوع المطروح.
تناولت الندوة قضية حيوية تتعلق بالصحة في مرحلة الطفولة، حيث أشار الخبراء إلى أن السنوات الأولى من حياة الطفل تشكل الأساس لنموه الصحي والنفسي والاجتماعي. وقد تم التأكيد على أن دور الآباء ومقدمي الرعاية لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الجسدية، بل يمتد إلى خلق بيئة آمنة تُسهم في تعزيز الثقة بين الطفل وأسرته. إذا لم تُلبَّ احتياجات الطفل الصحية في هذه المرحلة، فإن العواقب ستكون وخيمة، ما ينعكس سلباً على قدراته المستقبلية.
كما تم تسليط الضوء على الجهود الحكومية المبذولة لتحسين الرعاية الصحية للأطفال، حيث ذكر المشاركون أن القيادة السياسية، تحت إشراف الرئيس عبدالفتاح السيسي، تسعى جاهدة لتأمين رعاية صحية شاملة. تم التأكيد على أهمية دعم الأطفال في الأسر الأكثر احتياجًا، بما في ذلك تأمين شبكات أمان اجتماعي تساهم في تعزيز صحتهم وتعليمهم.
وتم تناول قضية الأطفال الذين يتعرضون لمشكلات قانونية، حيث يُعتبر التعامل معهم بطرق إيجابية ضروريًا. وقد أشار المتحدثون إلى أهمية تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، وتوجيه الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بطرق التربية الإيجابية، لضمان حماية الأطفال من الإهمال والعنف.
لم يقتصر الحضور على الخبراء، بل شمل أيضًا معلمين يعملون في فصول محو الأمية، ورائدات من الريف، وممثلين عن عدة جمعيات أهلية، مما يعكس أهمية التعاون المجتمعي في هذه القضية الشائكة.
إن التحديات التي تواجه الرعاية الصحية للأطفال في مصر تُعتبر خطيرة وتتطلب استجابة فورية. إذا استمرت هذه الأوضاع، فإن الآثار ستكون مدوية، ليس فقط على الأفراد بل على المجتمع ككل. فالصحة الجيدة للأطفال ليست مجرد هدف، بل هي شرط أساسي لبناء مستقبل أفضل للبلاد.
إن ضعف الرعاية الصحية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات عميقة على صحة الأجيال القادمة، مما يضع البلاد أمام مأزق حقيقي. تتطلب هذه الأزمة تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني، حيث أن الاستثمار في صحة الأطفال يعد من أهم الاستثمارات التي يمكن أن تقوم بها أي أمة.
كانت الندوة بمثابة دعوة صريحة للعمل العاجل. جميع الأطراف مدعوة للانخراط في عملية تحسين الرعاية الصحية، لأن تأمين صحة الأطفال اليوم يعني بناء مجتمع قوي وغدٍ مشرق. إن تغيير الواقع الصحي للأطفال ليس مجرد مسؤولية، بل هو واجب وطني يتطلب تضافر الجهود لتجاوز هذه الأزمة قبل فوات الأوان.