أخبار مصرفن و ثقافةمنوعات

أزمة التربية في مصر ندوة إعلام أسيوط: كيف تُضعف الأسر مستقبل الأبناء

كتب- يوسف عبد اللطيف:

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأسر المصرية، عُقدت ندوة مثيرة للجدل في مجمع إعلام أسيوط، حيث تم تناول قضية حيوية تؤثر بشكل مباشر على جيل المستقبل: التربية الإيجابية برعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للإستعلامات وبرئاسة الدكتور أحمد يحيي رئيس قطاع الإعلام الداخلي.

استقطبت الندوة اهتمام عدد كبير من المهتمين، من بينهم أكاديميون، وطلاب، وممثلو وسائل الإعلام، مما يبرز أهمية الموضوع وسط الأزمات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها المجتمع.

تحت عنوان “التربية الإيجابية للأبناء ودورها في بناء أسرة قوية”، تم تنظيم الفعالية بالتعاون مع إدارة الخدمة العامة بمديرية التضامن الاجتماعي بأسيوط، وذلك ضمن حملة إعلامية موسعة تهدف إلى تعزيز الوعي حول أساليب التربية الحديثة. قاد الندوة مجموعة من الخبراء في مجال التربية وعلم الاجتماع، مثل الدكتور أحمد كمال، والدكتورة شيماء عبدالمعطي، وجيهان محمد، الذين قدموا رؤى جديدة حول كيفية تحسين أساليب التربية.

ركز النقاش على ضرورة أن تتبنى الأسر أساليب تربوية إيجابية، حيث تم التأكيد على أن تلك الأساليب ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة حتمية لمواجهة التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة. تناول المتحدثون التحديات الكبيرة التي يواجهها الأهل، مثل الحاجة إلى تعلم كيفية الاستماع الفعّال لأبنائهم وخلق بيئة تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم.

واحدة من أبرز النقاط التي أثيرت في الندوة كانت الحاجة إلى ضبط النفس والابتعاد عن الأساليب القمعية في التربية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تداعيات سلبية تؤثر على نفسية الأطفال. وأكد الخبراء على أن الكلمات التي تُستخدم في التواصل مع الأطفال يمكن أن تكون لها تأثيرات عميقة على تشكيل شخصياتهم وسلوكياتهم في المستقبل.

تناول الحضور أيضًا الآثار السلبية للتربية السيئة، حيث أشير إلى أن سلوكيات الوالدين السلبية يمكن أن تجعل الأطفال أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، مما يضعف قدرتهم على مواجهة التحديات في حياتهم. إن الغفلة عن الأساليب التربوية السليمة قد تؤدي إلى تدهور في العلاقات الأسرية، مما ينعكس سلباً على المجتمع ككل.

على الجانب الآخر، تم التأكيد على أن التربية الإيجابية تعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم وتزودهم بالأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات صحيحة. تعتبر هذه الاستراتيجيات أساسية لبناء شخصيات قوية قادرة على التكيف مع الظروف المحيطة بها. عند توافر بيئة محبة وداعمة، يصبح من المرجح أن ينشأ الأطفال ليكونوا أفراداً مسؤولين وقادرين على تحمل المسؤوليات.

في ختام الندوة، أكد المتحدثون على أهمية تبني نهج شامل في التربية، يرتكز على تعزيز الثقة والتفاهم بين الأهل والأبناء. من الضروري أن يشعر الأطفال بأنهم محاطون بأجواء من الحب والدعم، مما يسهم في تطوير شخصياتهم بشكل سليم. كما تم دعوة الحضور إلى نشر هذه الأفكار في مجتمعاتهم المحلية، مؤكدين على أن التغيير يبدأ من الأسرة.

حضور الندوة كان متنوعاً، حيث ضم شباب الخريجين ومكلفات الخدمة العامة، بالإضافة إلى الرائدات الريفيات وطلبة الجامعات، مما يعكس رغبة المجتمع في البحث عن حلول لمشاكل تربية الأبناء. إذ تعد هذه الفعالية واحدة من الخطوات الهامة نحو تعزيز ثقافة التربية الإيجابية في مصر، وسط حاجة ملحة للتغيير في أساليب التعامل مع الأجيال القادمة.

في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تحديات كثيرة، يبقى الأمل معقودًا على الأهل والمجتمع في التعاون لبناء مستقبل أفضل للأبناء، يكون فيه أساس الأسرة قوياً، مما ينعكس على صحة المجتمع ككل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى