عقد مركز إعلام جنوب الشرقية ندوة هامة تحت عنوان “دور الشباب في تنمية الأسرة والمجتمع” في يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر 2024، في خطوة مثيرة تسلط الضوء على مستقبل الشباب المصري
جاء هذا الحدث كجزء من حملة “يد في يد هننجح أكيد” التي تنظمها الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي وبرعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي حول المبادرات الرئاسية الجديدة لبناء الإنسان.
تحدث الدكتور محمود عبد العظيم، وكيل وزارة الشباب والرياضة، خلال الندوة، مشددًا على الأهمية الاستثنائية لمبادرات بناء الإنسان في مصر. وقد أوضح أن الدولة تُعنى بشكل خاص بالعنصر البشري، حيث يُعتبر الشباب هم العمود الفقري لأي أمة وركيزة النهضة. ولكن، هل يُعَد هذا التركيز فعلاً دعمًا حقيقيًا للشباب، أم أنه مجرد رداء يُخفي تحت طياته أزمات معقدة؟
تناولت الندوة عدة موضوعات حساسة تتعلق بمشاركة الشباب في مجالات مختلفة، بدءًا من الانتخابات وصولاً إلى العمل التطوعي والمشاركة في الحياة السياسية. من اللافت أن الدكتور عبد العظيم أشار إلى المبادرات الرئاسية مثل الكشف المبكر عن الأمراض والاهتمام بصحة المرأة، مما يُظهر توجه الدولة نحو تحسين نوعية الحياة.
لكن في خضم هذه المبادرات المعلنة، يُثار تساؤل عن مدى جدوى هذه الجهود في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها الشباب المصري. إذ أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد يُحد من قدرة الشباب على الاستفادة من هذه البرامج. فبينما تُسطر المبادرات في البرامج الحكومية، يظل الشباب في مواجهة واقع قاسٍ من البطالة وعدم توفر الفرص.
خلال حديثه، أشار الدكتور عبد العظيم إلى أهمية القيم والأخلاق والعلاقات الأسرية، مؤكداً أن الأسرة تُعتبر النواة الأساسية لأي مجتمع. لكن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: كيف يمكن تعزيز هذه القيم في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الأسر المصرية؟
وفي محاولة لإيجاد حلول، تحدث المتحدثون عن ضرورة تحسين جودة الحياة في جميع المجالات، بدءًا من التعليم وصولاً إلى التدريب وتطوير الذات. ولكن، هل تكفي الكلمات للتغيير؟ هل هذه المبادرات قادرة فعلاً على توفير المهارات المطلوبة في سوق العمل؟ وهل يتلقى الشباب الدعم الكافي للاستفادة من هذه البرامج؟
بينما يروج المسؤولون لمبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان” كحل شامل، يظل الشباب يتساءلون عن تطبيق هذه الحلول في حياتهم اليومية. فالواقع يشير إلى أن الكثير من البرامج التدريبية والتطويرية ما زالت بعيدة عن متناولهم، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط واليأس.
وفي سياق آخر، تحدث المشاركون في الندوة عن دور الشباب كقوة فاعلة في المجتمع. وقد سلط البعض الضوء على التجارب الناجحة لشباب تمكنوا من تحقيق إنجازات ملحوظة رغم التحديات. لكن هذه القصص الإيجابية تُعَد استثناءً وليست القاعدة. حيث يظل الشباب يُواجهون عقبات تتعلق بالتمييز والقيود المفروضة على مشاركتهم الفعلية.
مع نهاية الندوة، تركت الكلمات الجريئة التي أُلقيت خلف الستار، شعوراً مختلطاً من الأمل والقلق. هل يمكن أن تصبح هذه المبادرات جسراً يربط بين الشباب وطموحاتهم، أم أنها ستبقى حبيسة في الأدراج الرسمية، تتجاهل الواقع المعاش؟
بينما تتجه الأنظار نحو المستقبل، يبقى صوت الشباب هو الأكثر أهمية. في وقت يحتاج فيه الوطن إلى نهضة حقيقية، يُصبح من الضروري إعادة تقييم كل المبادرات بشكل مستمر، والتأكد من أنها تلبي احتياجات الجيل الجديد. فمن دون ذلك، قد تبقى هذه الندوات مجرد أحداث شكلية لا تؤثر في مسار الحياة.